المهام الأساسية للصحافة وارتباطها بالمواضيع الحيوية

 

 

                                                           موخب يوما

              ظَهَرتْ الصحافة في أول عهدها في العصر الحديث كنموذج جديد من وسائل نشر المعرفة والعلم أي لم يتعدى ظهورها دور الكتب والمؤلفات في مواضيعها المختلفة وبذلك لم تكن بحد ذاتها نشاطاً معرفياً جديداً أكثر مما كانت تقليداً جديداً في الوسيلة لصيغة قديمة في نشر المعرفة والعلوم.

إلا أن نشاط الصحافة منذ ظهورها الأول لم يكن خاصاً في مجال بحث خاص بموضوع واحد كما هي غاية وتوجه الكتب والمؤلفات إذ أن الغالبية منها تبحث وتتناول موضوعاً أساسياً واحداً يكون محور المؤلف أو الكِتاب إذ منذ الإصدارات الأولى للصحافة تفرعت توجهاتها وشملت مجالات كثيرة ومع كل ذلك ظلت بنفس المسمى والعنوان العام الواحد إلا أنها تغيرت كثيراً في أساليب  ونماذج التأليف والإعداد وتبدلت في الأهداف مرتقية إلى مطاف سلطات إذ باتت تـُعَـرَف اليوم بالسلطة الرابعة, لكن الصحافة في واقعها هي أمر آخر أو عدة أمور أخرى في كثير من مناطق عالم اليوم تتراوح بين أن تكون مجرد كتابة للإعلان أو موضوع ذات هدف لذا من الخطأ أن تـُعد الصحافة في جميع أشكالها نموذجاً واحداً, وأي كلام عن الصحافة لن يكون صائباً إلا إذا كان يبحث بشكل عام في جوانب نشوءها وبلوغها وتطورها الفني والمهني أو كان البحث في موضوع الصحافة ضمن حدود جغرافية معينة سياسية أو اجتماعية أو إدارية أي أن يكون الكلام عن صحافة وإعلام منطقة محددة بشكل واضح وفي موضوع واضح أيضاً

كأن يكون الكلام عن الصحافة الآشورية, أو الصحافة في إقليم كردستان بالرغم من أن كلا الموضوعان شامل ومتعدد الجوانب لذا يكون من الأفضل التكلم عن جوانب من الصحافة الآشورية في إقليم كردستان من دون التطرق إلى مراحل نشوءها ومدى بلوغها وتطورها في هذا الإقليم الحديث العهد ضمن نظام مؤسساتي متعدد واتحادي, ومن ضمن هذه المؤسسات المؤسسة الإعلامية الواسعة ومن بينها النشاط الإعلامي الآشوري والمجال المتاح له والدعم, فهل ارتقى إلى مؤسسة حرة في التوجه في القضايا المهمة ومدعومة من لدن حكومة الإقليم؟ أي  هل بلغت الصحافة الآشورية التي تصدر في الإقليم مستواها الحقيقي وحجمها الطبيعي ضمن توجه ومسار وطني.

لا يمكن لصحافة وإعلام أية جماعة متميزة أثنية أو لغوية أن تتوجه مساراً وطنياً ألا إذا اشترك الجميع في الأرض وجعلوه وطناً يجمع الكل المختلف والمتشابه, إذ أن الانتماء ليس هو الانضمام أو وجود مألوف وأساسي مضى عليه زمناً ولا يمكن لأي أدعاء أن يخلق ويفرض وهماً كونه حقيقة, فالانتماء هو مشاركة واقعية على مستوى وفي اتجاه واقعيين,

فهل على ارض الواقع في إقليم كردستان مشاركة حقيقية للصحافة الآشورية لمسؤولية حرة وملتزمة في الأمور الخاصة لكل ما يخص الشعب الآشوري والأمور العامة كشركاء في الإقليم من غير أي تمايز بكل أشكاله واتجاهه, فواقع الصحافة يعكس إلى حد بعيد حالة المجتمع ويعبر عن واقعه الحقيقي, صحيح أن الناس يتعرفون على واقع حياتهم من خلال ما يواجهونه بشكل مباشر ولكن للإعلام دور كبير وفعال في تحديد وتوجيه اتجاههم ضمن حركات جماعية أو سكون عام.  

 يتوجه أو يتعرض واقع الصحافة الآشورية بل والأعلام الآشوري بشكل عام في إقليم كردستان إلى حالة واضحة من الظهور الغير المسئول إذ فجأة يظهر نشاط صحفي وإعلامي ضخم وبإمكانيات هائلة بدعم مبهم يطرح برامج قومية غير مألوفة من قبل على الساحة الآشورية, تطرح برامج تخص الشأن القومي ولا ترتقي إلى مستويات قومية عند حدود ابسط المطالب لأي مجموعة أثنية. لكن بشكل عام الصحافة الآشورية في إقليم كردستان ترتقي اليوم بشكل أفضل بكثير في وضع الأعلام والصحافة الآشورية من الفترات السابقة, علماً أن ارتقاء وتطور الصحافة والأعلام ليس بالتقنية التي يستخدمها بل بفعاليته وما يطرحه من مسائل وقضايا أساسية لها ارتباط حيوي بالناس

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links