المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والسفارة العراقية في هولندا

 ترسم شكل المجلس الوطني القادم

 

                                     

                                                              سنان يونان يعقوب

          من المعروف والمألوف ان تنسجم سلوكيات البعثات الدبلوماسية لاي بلد في العالم وسلوكيات النظام القائم في ذلك البلد،وحكايتنا لهذا اليوم سوف نتناول فيها سلوكيات السفارة العراقية في هولندا،لا بل سلوكيات السيد السفير شخصيا.

قبل ان ندخل الى صلب الموضوع،يرجى التمعن في الاعلان المنشور على موقع السفارة العراقية الالكتروني ادناه:

إعلان:   http://www.safara.nl/Arabish/i3lanintxabat1912010.htm
 أبلغتنا المفوضية العليا للأنتخابات في بغداد بأن أنتخابات المجلس الوطني القادم  ستكون في هولندا في الأيام  5 ، 6 ، و 7 /أذار/2010، على التوالي. تأمل السفارة أن يجتمع مندوبي ومناصري??? (القوائم الرئيسية)??? أستعداداً للتنسيق والتحضير والى حين وصول مسؤولي المفوضية المستقلة للأنتخابات الى لاهاي، لمساعدتهم في الأدارة والرقابة وتزويدهم بالمعلومات الفنية والتقنية واللوجستية المطلوبة لأنجاح عملية الأنتخابات كما تم في عامي 2004-2006.

قبل ان اسرد لكم حكايتي،تعالوا نناقش صيغة الاعلان متجاوزين جميع الاخطاء اللغوية التي لا يليق ان يأتيها تلميذ في الصف الثالث المتوسط:

يقول: أبلغتنا المفوضية العليا للأنتخابات في بغداد بأن أنتخابات المجلس الوطني القادم  ستكون في هولندا في الأيام  5 ، 6 ، و 7 /أذار/2010، على التوالي

سؤال:هل حقا ابلغتهم المفوضية بأن الانتخابات سوف تكون انتخابات مجلس وطني) ام هو أنتخابات برلمان العراقي(  كما ورد في اعلانهم،ام انه نوع من اللامبالاة الذي لا يليق بأصغر موظف في السفارة؟ نترك الرد على السؤال بين يدي المفوضية لتجيب على هذا السؤال.

ويقول:تأمل السفارة ان يجتمع مندوبو ومناصرو(وردت مندوبي ومناصري)القوائم الرئيسية???.

وهذا يعني ان يقتصر اللقاء على الاحزاب الشيعية والكردية حصرا كونها اليوم هي الكتل السياسية الماسكة بالسلطة،اي ان ممثلي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وكادر السفارة العراقية في هولندا،قررا ان يحددا شكل مجلسهم الوطني القادم،وهذا يعني ان هذه المفوضية سقطت عنها صفة الاستقلالية ومهنية والشفافية  وتعمل وفق مشيئة القوائم الرئيسية ،والسفارة لا تقوم سوى على خدمة هذه القوائم، وهنا ايضا نترك الرد على هذا السؤال للمفوضية لكي تثبت لنا استقلاليتها فعلا.

سوف اسرد عليكم حكايتي بأختصار شديد:استنادا لاعلان على الرابط اتصلت بالسفارة العراقية تلفونيا مستفسرا عن مكان عقد الاجتماع،وتحدثت مع الممثل الاعلامي للسفارة بعد ان عرفته بنفسي بصفتي مندوبا لقائمة الرافدين(المدعومة من الحركة الديمقراطية الاشورية)،فكان رد الرجل:لقد تم دعوة اسماء حددها السيد السفير شخصيا وليس هناك اي مجال لاضافة اي اسم اخر،لاحظوا معي:ان الاسماء المدعوة لحضور الاجتماع:حددها السفير شخصيا،لكن وبالرغم من ان جواب الرجل كان حاسما،تجشمت عناء السفر لساعات طويلة وحضرت في موعد الاجتماع الذي منعت من الدخول اليه ودخول سفارة وطني  بأمر السفير شخصيا كما قيل لي.

ملاحظة صغيرة: السيد السفير العراقي الاستاذ سيامند ابراهيم البنا ولمن لا يعرف:من كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني المتقدمة جدا، ويعلم السيد السفير ان لقائمة الرافدين عضو منتخب شرعا في برلمان الوطني ولايزال وعضوان منتخبان شرعا في برلمان الاقليم.

واكثر من ذلك ولتذكير السيد السفير وكما هو معروف ان قائمة الرافدين مدعومة من قبل الحركة الديمقراطية الاشورية، ولحركة نهجها الوطني ومواقفها المشرفة تجاه الوطن ككل وتساهم فاعلة في بناء عراق حرا ديمقراطي لكل العراقين  بعيدا عن الحزبية والعنصرية والطائفية والمذهبية وكما كانت الحركة قد اسهمت فاعلة من خلال شراكتها في السلطة ببناء الاقليم ومؤسساته منذ عام 1991 ولحد الان وكان لها ايضا  دور الاشراف والمراقبة الدولي ابان الاقتتال الاخوة الاكراد واتخذت الحيادية المطلقة والتهدئة .

يعلم وكل مهتم بالشأن السياسي العراقي:ان قائمة الرافدين هي اكبر قائمة تتنافس على مقاعد الكوتا المخصصة للمسيحيين في البرلمان العراقي القادم (اي المجلس الوطني لكي لا تزعل علينا المفوضية والسفارة)وهذا يعني:انه بحسب منطق اعلان السفارة اعلاه، انها قائمة رئيسية،الا اننا تفاجأنا ان يكون هناك اناس يمثلون هذه الكوتا حضروا الاجتماع بدعوة شخصية من السيد السفير وما زلنا حتى الساعة نجهل الجهة التي يمثلونها،وهذا مؤكد يعني:ان للسيد السفير موقفا شخصيا مسبقا من قائمة الرافدين  كعهده )كما في الانتخابات السابقة( دفعه الى اقصائها عن الاجتماع والتعويض عن ممثليها بمن تنسجم اهدافهم وما يريده هو،وهذا السلوك كما نفهم لا ينسجم مع طروحات قياداته معلنة  كما يتنافى بشكل مطلق مع مهنية وسلوك منصب سفير جمهورية العراق الذي يشغله،فالسفير ليس موظفا لدى حزب ما،انما هو سفير يمثل حكومة وكل الشعب العراقي بكافة اطيافه،وبعكسه،سوف يعني ان السفارة مسخرة لخدمة الفئة السياسية او الحزب الذي ينتمي اليه السفير شخصيا،اما اذا كان للسيد السفير رأي اخر،فنتمنى عليه ان يجعلنا على بينة منه.

الذي نعتقده نحن كمواطنيين:هو انه في مثل هكذا مناسبات،يستوجب على المفوضية والسفارة ان تخاطب جميع الكيانات السياسية التي سوف تشارك في العملية الانتخابية حتى لو كان الكيان مؤلف من فرد واحد مستقل(وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا،ان للسفارة معلومات دقيقة عن كافة الكيانات السياسية العراقية العاملة في هولندا)وتلك الكيانات هي التي تقوم بترشيح ممثليها ومندوبيها،اما ان يقوم السفير بدعوة من يشاء ووفق مزاجه الخاص بقصد او دون،اواشخاصا يتفقون معه في الرؤية او التوجه الشخصي كما حصل مع مندوب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي دعاه السفير لحضور الاجتماع متجاوزا بذلك صلاحيات مسؤول الحزب في هولندا،فأن ذلك يخل بكل الموازين الوطنية،ولا يعكس سوى روح التحيز والتحزب الى جانب،واقصاء وتهميش جانب اخر،وهذا بالتأكيد يجبرنا ان نرسم سلفا علامة استفهام حمراء كبيرة جدا امام نتائج الانتخابات.

وختاما نتمنى من ممثلي المفوضية في دول المهجر وكذالك الهيئات التي تسهل عملها ان يستفاد من هذه الواقعة ان يتعاملوا مع الانتخابات والكيانات بمهنية وحيادية وشفافية لانجاح العملية الانتخابية وتحريرها من اية محاولات تسيس او قرصنة البعض.

 ونناشد المفوضية العليا المستقلة لانتخابات  ان تقوم بدورها بمهنية وحيادية ونتوسم منها تحرير المراكز الانتخابية من التسيس وسيطرة السفارات على مقدراتها والتقيد ولو بالحد الادنى لمعايير الدولية لانتخابات ديمقراطية ونزيهة

الوطن من وراء القصد.

S.yonan@live.nl

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links