المنظمة الاثورية الديمقراطية تصدر بيانا

 بمناسبة رأس السنة البابلية الاشورية "اكيتو" 6759

 

 زوعا- خاص

                بمناسبة اعياد اكيتو 6759 اصدر المكتب السياسي للمنظمة الاثورية الديمقراطية بيانا بالمناسبة وصلتنا نسخة منه اليكم نصه:

يحل عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) في الأول من نيسان، حاملا معه بشرى التجدد والانبعاث في الطبيعة. في دورة تستحث الإنسان دوما على التكيف، وإعادة اختبار قدراته المتجددة على التموضع في الحياة والكون ودوره فيهما بعيدا عن الرضوخ للأقدار. وتدفعه إلى نفض كل القيود التي تحد من حريته وإنسانيته في سعيه الأبدي نحو الخلود، وهي ذات الأسئلة الوجودية التي أثارها الإنسان الرافدي منذ فجر التاريخ في بلاد ما بين النهرين، في سومر وأكاد وبابل وآشور، وما زالت تتردد إلى يومنا هذا.

إن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الذي عانى من ضروب الاضطهاد والتمييز والتهجير لأسباب قومية ودينية، لم يضعف اهتمامه بهذا العيد بل زاد، نظرا لتعلقه بالحياة والحرية، فنراه يحاكي اسطورة تموز وعشتار بكل ما تنطوي عليه من رمزية وقيم، ويخرج الآلاف من أبنائه لملاقاة الطبيعة حيثما وجدوا تعبيرا عن انتمائهم القومي و تجسيدا لتعلقهم بالحياة وتأكيدا على استمرار وجودهم الإنساني والحضاري.

تتجه المنطقة إلى حقبة جديدة على المستوى الإقليمي والدولي في ظل إدارة أميركية جديدة تسعى لمقاربة مختلفة عنوانها الحوار كأساس لمعالجة المشاكل والأزمات المتراكمة في منطقة الشرق الأوسط، بدءا من مشروع الانسحاب من العراق، وتجدد المحاولات (لاسيما بعد العدوان الإسرائيلي على غزة) لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي قائم على مبدأ الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وزيادة إمكانيات العودة إلى التفاوض المباشر بين سوريا وإسرائيل واستعادة الجولان المحتل كشرط لابد منه لإرساء السلام العادل والشامل في المنطقة، فضلا عن بروز مؤشرات تنبىء بإمكانية التوصل إلى حل للملف النووي الإيراني بالوسائل السلمية.

مناخات الانفتاح هذه أزاحت قليلا أجواء التوتر والاحتقان التي خيمت على المنطقة في الحقبة الماضية، وعكست شيئا من التفاؤل والارتياح مهد لإطلاق حوارات والشروع بمصالحات بإمكانها إحداث انفراجات حقيقية في عموم المنطقة لو تسنى لها الاستمرار بالزخم المطلوب. ولاشك بأن هذه المستجدات تستدعي بالمقابل مواكبة مغايرة من الحكومة السورية، تستجيب لطموحات وتطلعات الشعب السوري بمختلف أطيافه القومية والدينية في إجراء إصلاحات حقيقية من شأنها إعادة اللحمة والتوازن إلى المجتمع، وذلك من خلال الانفتاح عليه وعلى قواه السياسية المختلفة، وإعادة الحياة إلى مؤسسات المجتمع المدني، بدءا من إطلاق سراح السجناء السياسيين وفي مقدمتهم معتقلي المجلس الوطني لإعلان دمشق، والسير باتجاه تعزيز الحريات العامة وحقوق الانسان. وكذلك تبني إجراءات تقر بالتعدد القومي والسياسي في المجتمع ومن ضمنها الاعتراف بالشعب الكلداني السرياني الآشوري كشعب أصيل، وصولا لاتخاذ إجراءات لتسريع عجلة التنمية الاقتصادية ومعالجة الأوضاع المعاشية الصعبة للمواطنين والتي زادت تفاقما بفعل الأزمة المالية العالمية وعوامل الطبيعة والمرسوم 49.

إن تقدم العملية السياسية في العراق والتحسن الملحوظ في الأوضاع الأمنية، ووضع أجندة لخروج قوات الاحتلال، يفتح المجال أمام العراقيين لبناء دولة ديمقراطية مزدهرة وموحدة، تضمن حقوق كافة المواطنين على مختلف انتماءاتهم القومية والدينية ومنهم شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الذي عانى من القتل والتهجير على أيدي قوى الإرهاب الأصولي، كما طاله الكثير من الإقصاء والتهميش وتجلى هذا بوضوح في نتائج انتخابات مجالس المحافظات والتي لا تعكس حقيقة دور وحضور شعبنا في المعادلة الوطنية العراقية بعد اقتصارها على مقاعد الكوتا الهزيلة التي أقرها البرلمان العراقي وما زاد الوضع سوءا هو التشرذم والانقسام في صفوف حركتنا القومية المطالبة بإعادة جمع وتوحيد صفوفها وخطابها على قاعدة مشروع قومي جامع يستند إلى فكرة الإقرار دستوريا بالحكم الذاتي كمرتكز لضمان استمرار وجود شعبنا واستعادة دوره الوطني والقومي كشريك كامل في العراق الجديد.

أما في تركيا فما زالت تتوالى فصول المحاكمة التي حركتها جهات حكومية وعشائرية حول أملاك وأوقاف دير مار كبرئيل التاريخي في طور عبدين.وللمفارقة المؤلمة فإن الجلسة المقبلة لهذه المحاكمة تأتي عشية ذكرى الإبادة الجماعية التي تعرض لها شعبنا أثناء الحرب العالمية الأولى في عهد الاتحاديين الأتراك والتي كانت السبب الرئيسي وراء تقلص وانحسار الوجود الديمغرافي لشعبنا في تركيا. وبدلا من أن تبادر الحكومة التركية إلى الاعتذار من شعبنا ومن الشعب الأرمني الصديق وتسعى للتصالح مع شعبها و ماضيها. نجدها تمعن في التضييق على أحد آخر المعاقل والشواهد الحية على الوجود التاريخي لشعبنا في طور عبدين.

إن الأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا في بلدان المشرق، وطبيعة التحديات التي تواجهه. تفرض على حركتنا السياسية طي صفحة الصراعات الحزبية وإعادة الاعتبار إلى مفهوم العمل المشترك وتجديد آلياته بما يتماشى وواقع شعبنا والظروف المحيطة به، وبما يوفر القدرة على تجاوز المصاعب ومواجهة التحديات التي تقتضي توحيد كل الجهود من أجل ترسيخ وجود شعبنا في الوطن وتحقيق تطلعاته القومية المشروعة.

ختاما نتوجه إلى كافة أبناء شعبنا في الوطن والمهجر، وكذلك إلى كافة شركائنا في الوطن بأجمل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة المجيدة التي نأمل أن تتحول إلى عيد لكل الوطن ولكل أبنائه.

                                          وكل عام وأنتم بخير

سوريا 28-3-2009  م                                                                                                         المنظمة الآثورية الديمقراطية

         28-12-6758 آ                                                                                                                   المكتب السياسي

 
 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links