أين التهميش الكلداني يا أيها الانقسامي
يوسف شكوانا
في الاعلان الانترنيتي الجديد نقرأ لعدد قليل من الكتاب تعابير مكررة
وكأنهم في حرب طاحنة مع تنظيمات واشخاص وأن لا يعترفوا بهم كأبناء قوميتهم
الا أنهم أقرب المكونات اليهم حيث يشتركون معهم في التاريخ والارض والدين
واللغة والتراث والحاضر والمستقبل فهم يأتون بفكر انقسامي جديد ولكن لا
نقرأ عن هذا الفكر بقدر ما نقرأ عن هجوم عنيف كتابيا على أقرب الناس اليهم
ولقد عودونا على تعابير جديدة تكاد تزين كافة كتاباتهم كالتخوين والتهديد
والوعيد والبكاء معللين كل فشل لافكارهم بنظرية المؤامرة على غرار الاعلام
الشمولي العربي الذي يرجع اسباب كل المشاكل الى الاستعمار والصهيونية ولقد
عبر عن هذه الحالة غوار الطوشي في مسرحية كأسك يا وطن فاسباب التقصير في
المستشفى وانقطاع الكهرباء وعدم تبليط الشوارع وغيرها ليست الا الاستعمار
والصهيونية وهكذا نقرأ لهم أن اسباب كل فشل لهم في الانتخابات ليست سوى
مؤامرة اشورية لتهميش الاسم الكلداني فلنرجع الى تاريخنا السياسي الحديث
ونبحث عن التهميش المزعوم
لنبدأ بفترة الحرب العالمية الاولى ودخول
شعبنا في منطقة حكاري الحرب مرغمين مدافعين عن انفسهم ومناطقهم من اجل
البقاء وكانت نتيجتها المذابح الجماعية وخسارة نصف عددهم وكل اراضيهم
وقراهم ولا تقتصر الحالة على المحاربين من اجل البقاء وأنما شملت كل
المسيحيين من ارمن وكلدان سريان اشوريين حيث ابيدت خمسة ابرشيات كلداني دون
أن تشترك بأي قتال ولعبت السياسة ومصالح الدول الكبرى دورها في بيع هذا
الشعب ووجوده في صفقات حققت كل منها مصلحتها على اشلاء هذا الشعب المسكين
واراضيه وكانت مسألة خسارته لاراضيه مقابل التوطين السبب الرئيسي لانتفاضة
عام 1933 والطريقة التي تم التعامل معها والتي تعرف بمذابح سميل وخلال كل
هذه الاحداث كان أجماع كل المثقفين باطلاق التسمية الاشورية على المسألة
نذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر المطران الكلداني توما اودو والمناضل
الاثوري فريدون اثورايا والمعلم السرياني نعوم فائق وابن تلكيف البار يوسف
مالك وغيرهم بينما لم نسمع باي معارض للتسمية كما أن البعض استخدم تسمية
كلدواثور دون اية معارضة او ضجة اعلامية كالمطران الكلداني الشهيد توما
اودو والقائد أغا بطرس
من تبعات مذابح 1933 كانت التهجير واسقاط
الجنسية العراقية مما أدى الى تشكيل تنظيمات مختلفة خاصة في دول المهاجر
أما في الداخل فكانت للطريقة البشعة التي تم فيها التعامل مع المواطنين
العزل اثرها في اخماد النشاط القومي ولكن دون أن تقضي عليه فكان لسياسة
النظام المقبور الشوفينية اثرها الكبير في تشكيل تنظيمات وتكتلات ذات طابع
سياسي قومي ولكنها لم ترتقي الى المستوى المطلوب في اظهار الوجه الوطني
الديمقراطي لتطلعات شعبنا الى عام 1979 عندما تأسست الحركة الديمقراطية
الاشورية في ظروف غاية الصعوبة والخطورة وتوجت مسيرتها بتقديم الشهداء سواء
في سجون النظام وعلى اعواد مشانقه أم في سوح الكفاح المسلح أضافة الى
المشاركة في الكفاح المسلح جنبا الى جنب مع القوى الكردستانية والوطنية
العراقية وكلنا نعرف تبعات المشاركة في الكفاح المسلح حيث لم تقتصر على
حياة الفرد المشترك وأنما تشمل افراد عائلته وحتى أقاربه أضافة الى الظروف
القاسية التي يعيشها وهكذا نرى استمرار العمل السياسي تحت الاسم الاشوري
دون أن نسمع عن اي معارضة على الاسم
بعد أنتفاضة اذار 1991 دخل العمل السياسي
مرحلة جديدة في أقليم كردستان العراق حيث الانتخابات والمشاركة بالسلطة ولم
نسمع ‘ن أي تمييز بين شخص واخر أو بين قرية وأخرى على اساس التسمية وجاءت
المدارس السريانية لاحياء لغة الكل كما رأينا اتباع كل تسمياتنا في
البرلمان والمناصب المختلفة بضمنها الوزارة وجاء التغيير عام 2003 لينقل
العمل السياسي من مرحلة الكفاح ودفع الضرائب الى مرحلة النضال السلمي
وتحقيق الاهداف وسارعت الحركة الديمقراطية الاشورية بعد اشهر الى الدعوة
لعقد مؤتمر بغداد حضرته معظم الاطراف السياسية والكنسية وغيرها واتفقوا على
التسمية الكلدواشورية واللغة السريانية وهكذا نرى أن اضافة كلمة الكلدان
جاءت من مؤتمر دعا اليه تنظيم اشوري كما يسمونه وظهر بعد فترة أنه كان لبعض
الموقعين على القرار حسابات أخرى لم تتحقق في اول انتخابات عراقية فالتفوا
على قرارهم واتهموا زوعا باستغلاله ولحد الان لا افهم كيف انفرد زوعا دون
غيره بذلك الاستغلال وعلى كل حال تم تشكيل المجلس الشعبي ودعا لعقد مؤتمر
شارك به عدد كبير من المندوبين واتفقوا على التسمية كلداني سرياني اشوري
وهكذا نرى للمرة الثانية تضاف كلمة كلداني وهذه المرة كانت بمبادرة تنظيم
يطلقون عليه اشوري اشوري اشوري وبمعنى اخر أن التنظيمات الاشورية هي التي
دعت لعقد كلا المؤتمرين وتمت فيهما اضافة الاسم الكلداني فهل يعتبر هذا
تهميش أم أعتراف بالاسم والمعروف أن الاعترافين تما بعد الانتهاء من مرحلة
دفع الضرائب فمن هو المهمش هل الذي عمل على اضافة الاسم الكلداني أم الذي
كان شعاره امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة أو حتى الذي كان يعمل بشعار
الوقوف على التل اسلم
كل ما تقدم كان مختصرا لمسيرة العمل السياسي
القومي ورأينا فيه عكس ما يدعون تماما والان لنمر بسرعة على المنجزات
والمناصب باحثين عن اي تهميش ونبدأ بالمناصب الوزارية التي حصلت عليها
تنظيمات شعبنا وكانت اثنان في كردستان وثلاثة في بغداد حصلت عليها الحركة
الديمقراطية الاشورية وبالقاء نظرة على الوزراء وتصنيفهم بمقياس المقسمين
نجد أن اربعة منهم من الكلدان واثوري واحد فقط وثلاثة قائمقامية اثنان في
تلكيف كلاهما كلدانيان وواحد في بغديدا سرياني ومدير ناحية القوش منذ
البداية كلداني وهكذا عن اعضاء البرلمان الكردستاني والبرلمان العراقي
القادم اما القرى فلم اسمع لحد الان اي تمييز في الخدمات على اساس التسمية
وهذا ينطبق على المدارس السريانية تلاميذا وهيئات تعليمية وتربوية وكذلك
على الدوائر والمؤسسات المختلفة التي يرأس معظمها الكلدان كالدكتور سعدي
المالح والسيد نزار حنا والمشرف التربوي اكد مراد والحاكم ميخائيل شمشون
والقائمة تطول أذا أين هو التهميش المزعوم يا ترى
من كل ما تقدم نتوصل الى حقيقة المدعين
بالتهميش وهي اختصارهم لكل الكلدان بالعدد القليل الذي يختزل كل ما للتسمية
الكلدانية من محتويات بحيث تقتصر على محاربة الاشورية والانفصال عنها ولا
يمكن أن يكون ذلك من باب الحرص على الكلدانية بدليل أنه ضد المؤمنين
بالوحدة واصفا أياهم بالمتأشورين رغم انهم يحافظون على لغتهم وتراثهم
ودينهم في حين يغمضون اعينهم على الخطر الاكبر على الكلدانية والتي هي
الاستعراب وكأن لسان حالهم يقول نعم للانصهار بأية قومية باستثناء الايمان
بالوحدة القومية والتي يسمونها بالتأشور فالذي لا يميز قوميا بين كرمليس
وبغديدا يعتبرونه خائنا وباع نفسه والذي لا يضع جدران فاصلة بين تلاميذ
مدرسة سريانة فهو متنكر لحليب أمه ولقد اثبتوا كل ذلك بكتاباتهم التي كانت
في الانتخابات الاخيرة والتي كانت تقول نعم للكلداني الذي اعطى صوته
للعراقية والتحالف الكردستاني أما الذي صوت للرافدين والمجلس الشعبي أي
للاشوريين بمنطقهم فهم خونة أليست هذه كلدانية جديدة غير التي عرفناها
وتربينا عليها واخيرا أقول نعم لكلدانية الذي يضحي بحياته في الوطن من اجل
المحافظة على حقوق الكلدان والسيد باسم بلو قائمقام قضاء تلكيف نموجا
والسيد سالم كاكو نموذا اخرا من مئات النماذج ولا والف لا لنافخي سموم
الانقسام الانترنيتيين من استراليا او امريكا او السويد او النرويج
والى الموضوع القادم عن تناقضاتهم الكتابية
|