سنسعى من أجل الحفاظ على خصوصيتنا القومية في المهجر

زوعا - متابعة سالم كجوجا

            في الذكرى السادسة لتشكيل المجلس الكلدوآشوري السرياني  القومي في أميركا، قام المجلس بإحياء حفل عائلي يقام سنوياً،  حضره معظم الأعضاء وأصدقاء المجلس ومناصريه في قاعة راين بالاس -مدينة وورن مشيكان- ، حيث تخلل الحفل فقرات منوعة، مما خلق ذلك أجواءً من البهجة والفرح وحيوية المشاركة.

    إستهل الحفل السيد موئل رزوقي رئيس المجلس بكلمة إرتجلها أمام الحضرين، تناول فيها بشكل مقتضب محاور عديدة تصب كلها في الهدف الذي من أجله تأسس المجلس في أميركا، وهو الحفاظ بكل الوسائل المتاحة على الخصوصية القومية للكلدوآشوريين السريان سيما في المهجر. وذكّر الحاضرين بأن المجلس في أميركا والذي تأسس عام 2004 هو إمتداد للمجلس الذي تم تأسيسه في العراق عام 2003، كما أكّد في كلمته حرص المجلس في المهجر على مسيرة قوامها دعم الوحدة القومية والحفاظ على الخصوصية القومية للسريان الكلدوآشوررين في المهجر من خلال التواصل مع تراثنا وتاريخنا ولغتنا عن طريق الأنشطة الثقافية، بالإضافة إلى دعم مطاليب شعبنا في تثبيت حقوقه في الوطن الأم. وتطرق من خلال كلمته إلى فعاليات المجلس، ومنها نشاطات سنوية ناجحة تستقطب جماهيراً كبيرة من أبناء أُمتنا، فالمهرجان السنوي المقام في ولاية مشيكان هو ملتقى أبناء السورث، ونشاطاته ذات خصوصية نهرينية، يؤكد من خلالها أبناء شعبنا وجودهم  كأحفاد لحضارة بابل وآشور تحت شمس هذا العصر. كما سعى المجلس لتوظيف الإمكانات المتاحة في مشيكان لإخراج عمل مسرحي بالسورث، حيث تم تقديم خلال هذا العام مسرحية حبا وخوروثا مرتين بحضور جماهير غفيرة. علاوة على وجود سفرة أو أكثر خلال كل عام. وأكد السيد رزوقي رئيس المجلس أن كل هذه النشاطات ليست من أجل الترفيه فقط وإنما لتعزير مشاعر الإنتماء القومي. وذكّر الحاضرين بان للمجلس إجتماعات إسبوعية يركز فيها على النشاطات الثقافية بعيداً عن خلافات السياسيين، فالهدف أولاً وأخيراً هو تعزيز وجود الكلدوآشوريين السريان خلال ألأنشطة الثقافية والإجتماعية وتعميق معانيها خشية الإنصهار في المجتمعات الجديدة. وقد إستبشر خيراً كل الحضور في الحفل، عندما صرح الأخ موئل رزوقي عن نية المجلس في تأسيس مركز ثقافي واسع للسورايي بكل ألوان مناطقهم، والعزم على شراء بناية خاصة لهذا الغرض، سيما وأن المركز الثقافي الحالي هو صغير ومؤقت ولا يُلبي الطموحات الكبيرة التي تسمح باستقطاب الموهوبين من الكتاب والشعراء والممثلين والموسيقيين لخدمة بقاء السورث حية. وقد ختم كلمته بالتطرق إلى مجلة حمورابي التي يصدرها المجلس بلغات ثلاث: السورث والعربية والإنكليزية، حيث لازالت تصدر بشكل منتظم أربع مرات في السنة ومنذ خمس سنين. وهي المجلة الوحيدة في المهجر التي يتخلل صفحاتها مواضيعاً في السورث فتتزيّن تلك الصفحات بحروف لغتنا المباركة. وبعد ختام كلمة المجلس تم الإنتقال إلى  فقرات الحفل الأخرى. 

     من الطبيعي أن تحتل الدبكة موقعها الخاص في الحفل، لما تحمله هذه الفقرة من إقبال شديد من الحاضرين. فالدبكة تنقلنا إلى أجواء الوطن الأم، وهي في مفهومنا، ليست قضاء وقت وتسلية بقدر ما هي نشاطاً يحمل لنا معنىً من معاني الإرتباط بالخصوصية البيث نهرينية، فتثير حماساً يُذكّرنا بتراثنا وتاريخنا وتقاليدنا، علاوة على رابطة الإنسجام والوحدة الذي تثيره الدبكة في المشاركين فترتسم على وجوههم علامات البهجة والحبور، والشعور بالفخر بما تركه لنا الإرث الحضاري النهريني، والسعي لكي يبقى حياً مستمراً فينا كعنصر من عناصر إرتباطنا بجذورنا الكلدوآشورية. وهنا كلنا يدرك أن تقوية أواصر الخصوصية القومية يعتمد على جوانب حياتية مختلفة والدبكة هي جانباً من تلك الجوانب.

    رغم قدرات المجلس المحدودة، فهو لايترك خيطاً ،مهما كان واهناً، إلا ّ وتشبّث به، فالإمكانات الفنية الداخلية على تواضعها، هي ركن يحتل إهتماماً وتشجيعاً عند أعضاء المجلس طالما يخدمنا في جانبين:

    الأول : إدخال روح السرور والفرح، مما يخلق توازناً نفسيأً عند الإنسان و يعمق روح الصداقة  والإنفتاح.

    الثاني: يُغذي مقومات خصوصيتنا القومية.

  

    ففي الجانب الفني الغنائي  قدم بعض أعضاء المجلس فقرة غنائية تخللها العزف على العود، حيث قُدّمت فيها أغنيتين تحملان طابعاً شعبياً مُحبباً في لغتنا السورث، وهونشاط خاص بجهود ذاتية من أعضاء المجلس في التأليف الشعري والموسيقي والغنائي. وقد نالت هذه الوصلة إستحسان الحاضرين. بالإضافة إلى ذلك فقد قُدمت أغاني عراقية قديمة تتسم بالطابع التراثي الذي جذوره الحقيقية نهرينية قديمة، وشارك عند نهاية هذه الفقرة أشخاص من الحاضرين بشكل عفوي غير مبرمج، لهم قابليات جيدة في هذا الجانب من الغناء، فأضفت هذه المشاركة جواً بهيجاً على المكان.

    وقدم الممثل المسرحي القدير جرجيس قلّو مقطعاً كوميدياً من مسرحية "صارة والبك"  شاركه في التمثيل عضو المجلس السيد ماثيو أوراهم.

   ومن الفقرات المختلفة الأخرى سحبة اليانصيب لهدية ثمينة شدت الحاضرين إلى ترقب أسم الفائز بلهفة وإنتظار.

    لقد كانت السورث تلك الأم الحنون التي جمعتنا حولها، فعبّر الحضور عن ذلك جهاراً وطالبوا المجلس الإستمرار على تطوير الإمكانيات لتعزيز مكانة السورث، فإذا كانت السياسة رغم ضرورتها وأهميتها تفرق بين الأخوة أحياناً، فإن الثقافة والتراث يجمعان ويوحدان، فالعناية بهذا الجانب عنصر أساسي في العمل القومي، نحن بأشد الحاجة إليه،  فهلموا لننهل من نبع السورث سويةً فهو النبع الذي سيسقي الجميع فتتآلف القلوب وتعمر بالمحبة.

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links