دهاء الغرب وجهالة ألشرق..  دهاء وأنسانية الغرب المزدوجة وجهالة الشرق المفرطة...

 

 

 

                                                                              

تيريزا أيشو                              

          أن ألعودة الى الكتابة لم يكن بالسهل وكنت قد أليت على نفسي أن لا أخط سطراً الا بعد مرور عام على رحيل والدتي. وربما يقول البعض ماهذه الكلاسيكيات. وسيكون لي موضوع حول ذلك لاحقاً. ولكن يبدو أن من أوجد ذلك المقاس الزمني لاجل ان يستطيع المرء التغلب على حزنه بفقدان عزيز على قلبه يأخذ عام + - كم يوم او عدة أشهر محسوب حسب عدد ابناء المتوفي. فما بالكم أذا كان من فقدتها والدتي مانحة الحياة لي. وألكل يعرف مدى معزة الامهات. ولكن ليس معنى ذلك أنني كنت قد وقفت نشاطاتي القومية والوطنية. فلم نترك مجال ومناسبة الا وكنا فعالين بها وقمنا بالواجب الذي نستطيع القيام به تجاه قضايا شعبنا المصيرية. أذا كانت على النطاق القومي المحلي او الدانماركي الاوروبي العالمي. حتى في أشد لحظاتنا حزناً في أستراليا لم ندخر جهداً في اللقاء بأبناء شعبنا ومؤسساتهم. وسننشر تقرير عن البعض مما لم ينشر لاحقاً.

 رغم ذلك ألا أن هؤلاء المخربين لوحدة شعبنا المدفوعي الاجر مقدماً اللذين لم يتوانوا في زرع بذور الشقاق والتفرقة حتى عن طريق تشويه سمعة الاخرين وابناء شعبهم وصلت لدرجة حتى تشويه الرب نفسه وقديسي وتاريخ كنيستهم الابرار. وهل أقبح من ذلك ان ينكر الانسان اصله. فنجحوا أعدائنا حقاً من تنشئة جيل جديد من الشوفينين والعنصريين ضد بعضهم البعض لن يتوانوا مستقبلاً في ذبح بعضهم الاخر مثلما يقوم به اخواننا السنة والشيعة ضد بعضهم البعض. فنالني مانال الاخرين من تشويه لمواقفي وتحريض أبناء الرعية ضدي حتى في نطاق عملي الوظيفي. ولن اقف ساكتة عنها بعد اليوم وسأفضح كل تلك الممارسات في المقالات القادمة. ليلزم هؤلاء المرتدين والمغسولي الدماغ حدهم ويعودوا الى وعيهم وجذورهم الاصيلة.والبدء بالكتابة من عدمه ليس له ذلك التأثير على سير امور أحوال شعبنا القومية والوطنية. فيبدو واضحاً أنها تسير من سيئ الى أسوأ والفضل يعود بذلك للجميع. فقد اغنى زملائي الكتاب المعتدلين الموحدين جميع ما يمت بالصلة لقضايا أبناء شعبنا القومية والوطنية في الوقت الذي لم يتوقف الفريق الاخر عن الضرب بمعوله المدفوع الاجر لتفتيت بقايا الكسر التي كان الجميع وجد ما يستطيع لحمها بها. ولكن ألمؤامرات أكبر من أن تستطيع تلك الافكار والانتقادات العظيمة أن تغير وتفتل من رؤوس البعض من سياسيينا وممثلينا المتصدئة، والمنخورة بالديدان ألشوفينية والقومية والاقليمية والمنطقية والمصلحية.كنت قد تنبأت بما يسمى الان الربيع العربي قبل أكثر من عام من بدأ مظاهره. وكتبت مقال في حينها ونشرته بعنوان : زوال مقولة العالم ألعربي.. ألا أنني أضطريت أن أغير الكثير من محتوى المقال ونظرتي الى ما ستأول اليه الاحداث بعد أن وجدت أن البعض من اصدقائي العرب اللذين اكن لهم الاحترام وأرسل بعض المقالات اليهم للاطلاع عليها قبل النشر كانوا في مفاجئة وغضبين لانني كتبت ما كتبت، فأتى المقال حينها بالشكل الذي اتى لانني أزلت منه الكثير وابقيت فقط على أحد الجوانب الذي هو أيضاً سبب لزوال مقولة العالم العربي الا وهو ألدين ألاسلامي. ولان فحوة المقال مازال طري حتى الان. أرجو من القراء قراءة المقال على الرابط ادناه والذي نُشر بعنوان:  ألعد التنازلي لزوال وأنهيار أسطورة العالم العربي والاسلامي .

1. المشهد الاول لابد أن نتطرق الى بعض المشاهد الاوروبية أولاً ليفهم المرء ما يجري في بلدنا حيث ان الاوروبيين والامريكيين ليسوا بمعزل عن حياتنا وهم في عقر دارنا. ولماذا يتصرفون مثلما يتصرفون.مشهد دانماركي من ممارسة الحياة الديمقراطية وتطبيق الدستور والرقابة الذاتية.عندما كنا طالبين لجوء في الدانمارك. كان الصليب الاحمر يستلم اللاجئين ويهتم بتسكينهم وتزويدهم بكل متطلبات الحياة من سكن، مأكل، مشرب، رعاية صحية، دراسة، عمل تطبيقي، رياض أطفال، صفوف تدريسية لابناء طالبي اللجوء. وهذا منذ أول يوم تطئ ارض اللاجئ الدانمارك. تسلم للاجئ كيس يحوي على خاوليات (مناشف) كبيرة للاستحمام عدد2 وصغيرة عدد2 للوجه وصغيرة عدد2 لليدين، شراشف سيت كامل عدد 2 للدوشك واللحاف والمخاديد. + لحاف+ دوشك+بطانية+ فرش ومعاجين أسنان+ صوابين +شامبو+مساحيق تنظيف+ صندوق يحوي عدة كاملة من امور الطباخة ابتداءاً من القدور والطاوات والمواعين والاقداح حتى فتاحة علب القواطي. + الحصة التموينية من الشاي والسكر والرز والسمن والمعلبات الى مخصص اسبوعي حسب نفرات العائلة لشراء اللحم والخضروات الطازجة + مخصص مرتين بالسنة لشراء الملابس الشتوية والصيفية هذا اذا طال بقاءه في المخيم. + اجور نقل ومواصلات وتاكسيات للاطفال الصغار الى المدارس لاجل ان لايضيعوا بالباص لانهم لايعرفون اللغة. + برنامج ترفيهي وتثقيفي وتذاكر للسيرك والسباحة والرياضة والسينما وقضاء عطلة الاسبوع في المنتجعات. وامور كثيرة لاتسعفني الذاكرة بها. وبعد ان يكون أكمل الصليب الاحمر كل اجراءات التسكين واكمال الملف الصحي وتوفير العلاج اذا كان هناك شخص يعاني من حالة طارئة. كان يأتي دور البوليس للتحقيق في اسباب طالب اللجوء. وهنا لايتوانى البوليس في أستخدام كل انواع الاساليب النفسية والتشكيك لاخراج الحقيقة من طالب اللجوء واسباب لجوءه الى هذا البلد الامن. ولكن لاتصل ابداً الى الضرب والزعيق والركل. واللاجئين يحاججون البوليس بكل ماعندهم من نقوضات ويسمح لهم بممارسة كل حقوقهم. وعندما يحصل اللاجئ على موافقة اللجوء تكون فُتحت له أبواب الجنة ويتمتع بكافة الحقوق مثل ابن البلد الاصلي. وتصرف له المساعدات الاجتماعية شهرياً والتي هي بحدود 3000 شهرياُ لعائلة 4 نفرات بالاضافة الى مخصصات لتأسيس بيت بحدود 5 ـ 6 ألالاف دولار. الى ان يتم تأهيل الوالدين وتعليمهم اللغة ويستغرق ذلك في الحد الادنى 4ـ 6 سنوات تصرف الدولة على العائلة. الى ان يجد احد الوالدين على عمل يعيل عائلته وتكمل الدولة راتب العاطل عن العمل. ويعادل المسلمون تقريباً 70% من اللاجئين هنا. ولكن ألكثير من اللاجئين ينسون الواجبات. ويحاولون التغلس منها تجاه البلد. في بلداننا فقط نواب البرلمان وموظفي الحكومة نسمع عن ترقياتهم وضمانهم وتقاعدهم.

أي أن الدولة توفر وتغطي أحتياج الجانب الانساني من مأكل وسكن وعلاج ثم تسمح للبوليس بالتحقيق معه. ولاتهينه وتجوعه. في بلداننا حجبت محافظة الموصل عدة أعوام حصة أبناء سهل نينوى من المالية، ولم تصرف نقودهم لتركيعهم ولتحيدهم عن مطاليبهم في تكوين منطقة سميها ما شئت منطقة حكم ذاتي، محافظة، منطقة ادارية، تابعة للمكونات. وفي نفس الوقت المحافظة مستمرة في قطع اراضيهم ومنحها للغريب، وتغض النظر عن ألارهابيين المتعشعشين في محافظتها الذين قتلوا وفجرو وهجروا المسيحيين والاقليات من الموصل. ومايدري ما ستكشفه الملفات من تواطئ مع الارهاب. في بلداننا يجب ان لايعلو صوت على صوت العرب والاسلام. في الدانمارك حتى في المستشفيات والمدارس والحضانات يسألون أطفال العرب واللاجئين والمرضى اذا كان مسلم وأذا كان يأكل لحم الخنزير ام لا ليعدوا له وجبة أسلامية، من منطلق أن كل أنسان حر في أختيار نمط حياته وشعائره ومعتقداته شرط أن لايفرضها بالقوة على الاخرين ويحترم معتقدات الاخرين وشعائرهم. ويمارس الاسلام طقوسه وشعائره ويتمتع بحرية أسوة بأي مواطن دانماركي او أوروبي أخر.في الدانمارك عندما تحتاج الملكة لاجراء عملية ما لاتغادر البلد وأنما تختار في كثير من الاحيان احدى المستشفيات الغير رئيسية في مدينة صغيرة لتدعم تلك المدينة معنوياُ، في بلداننا رؤوسائنا وحكامنا يتلقون العلاج في دول اوروبا وأمريكا وتركيا. ويقولون طز بالمستشفيات العراقية التي تركوها في حالة تنهش الغربان بها وقتل الارهابين اطباءها. في الدانمارك يخجل ألامراء ان يظهر اطفالهم في المدارس بأبهة أعلى من أقرانهم الاطفال الاخرين في المدرسة. ويحصل كل طفل دانماركي حاله حال مايحصل عليه أبناء الامراء. في بلداننا أبناء الرؤوساء والوزراء والقياديين في الدولة لهم حاسب مفتوح وحماية ويركبون اخر الموديلات ويصولون ويعيشون حياة الفساد في أوروبا وتملئ جيوبهم وارصدة بنوكهم نقود أقرانهم ابناء وبنات العراق المرميين على قارعة الطريق يقتاتون من نفايات الشوراع. من أي عرق جبين اتت نقودهم تلك. وما هي أفضالهم وأفضال أباءهم على الدولة العراقية. وماهي الابواب والفقرات في الدستور والقانون التي تبيح لهم منح هذه الامتيازات ولاتمنح لاقرانهم المسجلين ايضاً في النفوس، ويعرفون كيف يعدون رؤوسهم لاغراض التعداد لصالح قضاياهم الشوفينية والعنصرية. متى ستسرسل القيادة حصة اطفال كل محافظة من غرفهم المجهزة ورواتبهم الشهرية. هيا يا أطفال العراق ليس امامكم الا التظاهر والمطالبة بمستحقاتكم من اموالكم المتراكمة على الدولة العراقية وذلك منذ أول يوم ولادتكم. في الدانمارك تمنح الدولة لكل طفل بغض النظر عن أن كانت عائلته غنية ام فقيرة كل 3 أشهر منذ ولادته مبلغ بحدود 700ـ 800 دولار لتغطية نفقات قضايا الاطفال الاضافية حتى يبلغ عمره 18 سنة. وبعدها تمنحه الدولة راتب الطالب اذا كان مستمر في الدراسة او راتب التأهيل اذا كان يعمل او يتعلم. او راتب المساعدات اذا كان له مشاكل صحية. أي أن الدولة معه على طول الخط الى ان يصل التقاعد وهنا تمنحه ايضاً التقاعد الشعبي يصل الى 3000 دولار شهرياً بعد الاستقطاع الضريبي. في بلداننا تستجدي الارامل والنساء بين السيارات في الشوارع واليتامى والمسنين على قارعة الطريق. ياللعار.

 في بلداننا يُشتم أبناء البلد ويهجرون وتسرق دورهم وتقتل نساءهم وتُبقر بطونهم ويُذبح أبناءهم وتشرد اقوامه الغير عربية والغير مسلمة في كل مرة يتغير الحكم وهذا ما فعلته بعض الاحزاب الاسلامية بالعوائل المسيحية في منطقة الدورة ببغداد. ويُهان اللاجئون والاجانب الموجودون في بلداننا من الحكم الماضي مثلما تم التعامل به في حينها مع العمالة المصرية، واللاجئين الفلسطينين أللذين مازالو على الحدود، واللاجئين الايرانين في مخيم أشرف. ويدعي البعض انه مسلم ويطبق الدين والشريعة. هذا ناهيك عن اللاجئين العراقيين في دول الجوار التي تعيش أوضاع مزرية وتُهتك أعراضهم. وفي وطننا تبيع بعض الامهات البعض من بناتهن لتعيل المتبقيات في الوقت الذي تزكم أنوف العالم الفساد المالي وسرقة أموال تلك الام وبناتهن من قبل هؤلاء السياسيين المؤمنين تابعي الاحزاب الاسلامية. وفي البرلمان يتشاجرون على حجم العلاوات لهم.أن ما يحدث في بلدنا ستكون وصمة عار الى الابد في وجهه كافة الاحزاب الاسلامية وقياداتها وعار في وجهه العروبة القومية. وأثبتوا جهلهم وكذب برامجهم. ومن أنهم لايتعدون أن يكونوا قيد نملة متى ما أراد الغرب سيسحقهم ليس بكعب حذاءه بل بمقدمته. والامثلة كثيرة حتى الان وألى ما أل أليه مصير الحكام العرب من بؤس وتصفيات. فماذا يريد حكامنا اليوم. وما فائدة تكديس النقود في بنوك الغرب التي يستثمروها في بهاءهم وأبهتهم. وشعوبنا تعيش كالحيوانات تقتات على فضلات منتجات بلدان الجوار والعالم الفاسدة والمنتهية الصلاحية. وأذا لاتحولون تلك النقود الى بيوت رائعة وشوارع حديثة ورفاهية شعبية للجميع ويُدلل الطفل العراقي مثلما هو مدلل في الغرب حاله حال أقرانه الاوروبين. فهل تستطيعو أن تعدوا الطفل العراقي من أنه هو وكل شقيق وصديق له سيكون له غرفة نظيفة خاصة به مزودة بالتدفئة والتبريد حسب الفصول وفيها بالاضافة الى سرير جيد لايؤدي الى ان يصاب بأعوجاج في الظهر مدى العمر وكانتور ملابس وطاولة للدراسة وكرسي ومكتبة. بالاضافة الى تلفزيون، كومبيوتر نقال، موبايل حديث بأنترنيت، اتاري، عدة رياضة كملابس واحذية رياضية ماركة حسب نوع الرايضة التي يمارسها وعضوية مدفوعة في النادي الرياضي المجهز بأحدث التقنية والعدة الرياضية. هذا القليل مما يتوفر في غرفة كل طفل دانماركي او أوروبي ومنهم أبناء وبنات اللاجئين العرب والمسلمين في هذه الدول ألتي تعتبرها أحزابنا الاسلامية بالكافرة، بالاضافة الى مصرف أسبوعي، ولو نضرب كلفة نصب مثل هكذا غرفة كاملة بعدتها بعدد أطفال العرق فلن يساوي المبلغ ربما ربع ماتسرقوه من مالهم الشرعي. فأين حصة هؤلاء العراقيين أيها ألشرفاء.

2. في الدانمارك وأوروبا وبلدان العالم المتقدم الدولة تملك فقط القوانين الموضوعة على ضوء الدستور الدائم للبلد. وكافة موظفين الدولة عليهم تنفيذ ومراقبة تطبيق القوانين التي يجب أن يلتزم المواطن بها أولاً والمؤسسات والدوائر والشركات والبنوك والمحلات التجارية والمهنية والتخصصية والمعامل والانتاج وكافة مرافقة الدولة بالسير عليها وتطبيقها في أعمالهم. وعلى ضوءها يقوموا بدفع حصتهم تجاه الدولة من الضرائب والرسوم من ممارستهم لاعمالهم ومن ما يجنوه من أرباح. وحددت الدولة مواعيد لتسليم الحسابات والجرودات ودفع الاموال التي بذمة اصحاب المصالح والمواطنين. ولكن الدولة لاتملك سوط تسلطه على المواطن تضربه به أذا تأخر عن الدفع او أكمل واجبه تجاه الدولة. ويجب ان يحتفظ بكافة ورقياته لخمسة أعوام ممكن ان تستدعيها الضرائب والجهات المسؤولة في الدولة متى ما شاءت وهنا الطامة الكبرى اذا كان هناك خلل وغش ونقص في الاوراق التي تقوم الدولة بمعاقبة ذلك بالغرامات التي تصل بعض الاحيان حد مصادرة الملكية بسبب ضخامة المترتب على الشخص تسديده للدولة خلال هذه الخمس سنين. ولكن المواطن بات يعرف ذلك ولايؤخر موعد الدفع المستحق عليه ان كان كل 3، 6 أشهر وفي نهاية الجرد السنوي. وهكذا لايراكم دفوعات واوراق 5 أعوام لينجزها متى ما أرسلت رقابة الدولة تطلب منه وضع كشوفاته. وكل مواطن يمارس الرقابة الذاتية على نفسه وعمله ويسلم اوراقه في نهاية العام بدون ان يكون موظفي وبوليس الدولة واقفين على رأسه يحثوه على ذلك.

وهكذا تدخل الاموال الى خزائن الدولة مما تجنيه من ضرائب يدفعها المواطن بنفسه بعد أن يحتسب كم للدولة عليه من ما جنته يديه هذا العام من غلته. فتقوم الدولة بتوزيع تلك المبالغ والصرف منها على كل مجالات الحياة تعليم، طبابة، شوارع، بنى تحتية، مساعدات لدول العالم الثالث والقائمة طويلة.في بلداننا وبالذت بلدنا هنا أتى الامريكان والاوروبيين وحررونا. وقاموا بتأسيس مجلس الحكم المؤقت ووضعوا الدستور رغم علاته. قالوا ياناس تعالوا أحكموا وطبقوا القوانين حسب هذا الدستور الذي ساعدناكم في صنعه. وأياكم الاخلاء به وطبقوه. وهكذا توالت الحكومة بعد الاخرى وخضنا دورتين انتخابيتين. والامريكان موجودين وقوات التحالف موجودة ويرون مانقوم به وما تنجزه أيدينا من مذابح وسرقة وتجاوزات وهم لايتحدثون ولا يهددون ولاينتقدون ولا يوبخون. أنهم يرون قباحة تدخل دول الجوار في شأننا الى درجة تفجير أبناءنا وبناتنا ولا يتحدثون ولا يتدخلون... وذلك لانهم قالو لحكامنا وسياسيينا هاكم رزمة من القوانين وها كم حكومة وبرلمان وأعملوا لصالح البلد. وقالو لدول الجوار أياكم والتدخل وأدعموا التجربة الجديدة في العراق. وعليه كان على العراقيين أن يشغلوا رقابتهم ألذاتية على أنفسهم. لانه حينما ستمر مدة ألخمس سنين القابلة للتجديد وحينما ستطلب أمريكا ودول التحالف التي حررتنا تقرير أنجازي حينها ستضع قائمة بالتجاوزات على حقوق الانسان العراقي اولاً وقائمة بالتجاوزات على الاقليات وبالتجاوزات على الشيعة وبالتجاوزات على السنة وبالتجاوزات على الكرد. وبتدمير البنى التحتية وتأخير عملية التطور وتحطيم البلد وسرقة المال العام وبألاغتيالات وجرائم الذبح المخلة من الدرجة الاولى التي مارستها الاحزاب السياسية العربية والاسلامية الرئيسية والمتحالفة ضد بعضها البعض وضد غير العرب والاسلام. حينها سيقول حكامنا وسياسيينا ليش لي هسة يلة تحجون مو صارلنا 5+3 سنين +ربما 2 سنة اخرى نمارس نفس السياسة؟ حينها سيقولون لهم لنحتفل باليوبيل العشري للارهاب وهنا كان لابد أن نوقفكم. أذ أننا قلنا لكم منذ البداية هذا هو القانون وهذه هي الحكومة فأعملوا سوية. ولكنكم أثبتم اليوم أنكم خالفتم الدستور ألذي هو اقدس وثيقة تحترمها هذه البلدان ولاتحيد عنه. وهذا ما عملوه مع صدام حتى وقع في الفخ. ولائحة مخالفات دول الجوار لن تكون بأقل منها، وقائمة العقوبات ستكون أطول منها. وحينها ستساوم عليها وتنتزع السيادة وتسقطها عنهم وتكون مطايا لهم. وحينها سيقولون كش رؤوساء وملوك من جديد. ويضعون طوق جديد على المنطقة. وأمامكم مازال 2 سنة، سنتين لتصلوا العشرة سنوات. فهل ممكن أن تغيروا عقارب ألشيطان لاجل ان تبدأ بالاتجاه الى عقارب الملاك وتعودوا الى المواطن وألشعب لتتحدوا معه لتلتجأوا أليه. ليكون الترسانة التي يجب ان تحتموا بها من الغرباء والاعداء والمحتلين الدهاة والماكرين. ذلك ممكن من خلال مشاركة حقيقية لكافة أبناء العراق في الحكم وتوزيع الخيرات بالتساوي فمنها يكفينا ويزيد للتبرع به الى أفريقيا الجائعة.

فمن سيبادر من الحكومة العراقية ليمارس الرقابة الذاتية على نفسه وعلى تطبيقه وأداء دائرته حسب القانون وتكون أوراق وجرد أعماله السنوي جاهزه يبعثها الى رئيسه وينشرها علناً في الصحف المحلية ليطلع الشعب عليه. من سيكون له العزة والكرامة ليتنافس مع صاحب مصلحة اخر في ان مايدفعه للضرائب أكثر منه. وليس اقل. فهذا شرف تتبارز عليه الشركات الدانماركية في مقدار ما تدفعه برضى وقناعة من ارابحها الى الدولة. وعندنا ما زالو يوزعون الزكاة تمن ومرق في موعد الصيام على الفقراء ويذبحون النعاج. وبقية الاموال يلهفها أمناء ألزكاة.كفاكم أذلالاً لشعبنا ومواطنينا. كفاكم أذلالاً لدينكم فلم يقصد به ذلك حرفياً. وانما ان تترجم تلك الايات الى عزة وكرامة ومشاريع يساوي بها الضعيف والغني ويكون القائم على الدولة خادمها. لآنهم هؤلاء من أولوه ثقتهم ورفعوه الى هذه المكانة وجعلوه قيم على الدار ليضمن العدل والكساء والطعام والمأوى للجميع لأجل ان لايدخله اللصوص وليس ان يفتح الدار بمصراعيها لرفاق واصدقاء السوء.

3 . وسيكون لنا مشهد من كنائسنا واحزابنا في الجزء القادم