الشاعر زيا الجماني.. القصيدة السياسية القومية تصل لجميع الناس من دون تمييز

 

                             

حوار : سامر  القس                   

الشاعر في سطور...

* الاسم : زيا داود عوديشو الجماني.

* مواليد:1947 الموصل / قضاء تلكيف / ناحية القوش / كرماوه.

* درس اللغة العربية والسريانية على يد القس "شمعون الباقوفي"والقس "بثيو الجماني" في قرية خربا صالح.

*انتقل للعيش في العاصمة بغداد سنة 1961.

*الحالة الاجتماعية : متزوج وله ولدان وابنتان.

*له العديد من القصائد باللغة السريانية.

* كتب العديد من كلمات الاغاني والتراتيل الدينية.

* شارك في العديد من المهرجانات الشعرية والاحتفالات الدينية والقومية وخاصة اعياد اكيتو وتاسيس زوعا.

         سحرته التراتيل الدينية لخيرة الشعراء الكبار والرواد امثال مار ابرم ومار نرسي تلك الكتابات التي كتبت باللغة السريانية نقشت حروفها وكلماتها بعشق في ذهنه وربطت انغامها بذكريات جميلة عن ايام دراسته في ذاكرته واستهلم منها قوة المعاني وابلغ العبارات فوجد ذاته ببساطة في طريق الشعر السرياني .. الذي ما ان لبث فيه واستقر حتى اضحى من ابرز قائليه انه الشاعر المعروف زيا الجماني.. التقيناه في جلسة حميمة وكان لنا معه هذا اللقاء الممتع.

 - كيف بدأت حكايتك مع الشعر؟

* منذ الصغر وانا اهوى الشعر وكتبت في بداياتي بعض الابيات الشعرية البسيطة وفي عام 1966 كتبت اول قصيدة واحببت تلك القصيدة لانها كانت تعبر عن قصتي الشخصية في تلك المرحلة من حياتي (ايام العسكرية) ووجدت انها تركت اثراً جيدا عند اهلي واصدقائي. وفي عام 1974 ذهبت الى النادي الثقافي الاثوري وكان يحتضن العديد من الشعراء والكتاب المبدعين الخلاقيين، واعجبتهم قصائدي فدعوني لالقاء قصيدة في المهرجان.

فقمت بالقاء قصيدة تبلغ ثمانين بيت شعر في النادي الثقافي الاثوري امام شعراء معروفين من الاثوريين والتركمان والايزيديين والصابئة ومن العرب والاكراد ضمن مهرجان الشعر السنوي ووجدت قبولا جيدا لقصيدتي والقائي الشعري وبعد فترة ستة اشهر دعاني المركز للمشاركة في مهرجان الشباب، وبعدها تمت دعوتي لالقاء قصائدي في مهرجان الشعر السنوي للاعوام التالية وهو ما اعطاني الدافع الكبير للاستمرار بكتابة الشعر.

 - الى ايهما تميل بكتابة الشعر الى السريانية المحكية ام الفصحى ولماذا ؟

* انا اكتب الشعر بالسريانية المحكية "بالسورث" والفصحى "اللغة القديمة" لكن تفضيلي كتابة الشعر بالسورث ياتي من باب ايصال الكلام ومعنى القصيدة لاكثر ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وفي بعض الاحيان اضع مفردات فصيحة في قصيدة بالسورث لتعبر عن عمق وقوة القضية في موضوع القصيدة، ففي حادثة كنيسة سيدة النجاة وضعت بعض المفردات اللغوية في القصيدة وقد تكون غير مفهومة لجميع ابناء شعبنا ولكن وجودها ضروري حيث تؤثر في المعنى بشكل كبير، كما قمت بترجمتها الى العربية وذلك لايصال المعنى العام للقصيدة لاكبر عدد من المشاهدين والمستمعين وبثت القصيدة من على قناة اشور الفضائية .

 - ما هي المشاركة التي تعتز بها اكثر من كل مشاركاتك الشعرية الاخريات؟

* مشاركتي في النادي الثقافي الاثوري في مهرجان الشعر السنوي بقصيدة (اكتب ياقلم) هي من اعز المشاركات لدي،وهي قصيدة قومية وطنية تتحدث عن واقع وجودنا والعمل القومي الاشوري ولاقت اعجاب كبير بين ابناء قوميتنا واصبحت بعض ابياتها تردد دائما خاصة في شمال العراق ابان حكم النظام السابق، ولحد الان تحتفظ بصدى جيد عند ابناء شعبنا ولاسيما السياسين منهم حيث لا زلوا يذكرونها ويرددون بعض ابياتها.

 - اي الموضوعات تستهويك في الكتابة؟

* الموضوعات التي كتبت عنها تتكلم عن الوطن وقوميتنا كما كتبت قصائد شعبية عن الحب والغزل والتراث والماضي... الا ان الموضوع السياسي والقومي الوطني يستهويني اكثر لانها تصل الى جميع الناس ولا تفرق بين شخصا واخر وتعمل على ترسيخ الوحدة واللحمة بين ابناء شعبنا.

واتمنى ان يستمر ابناءنا من الشباب الشعراء على هذا النهج من الشعر القومي كما اكملنا نحن المشوار الشعري للذين سبقونا من الشعراء الكبار واشجع كل شاعر قومي سياسي يتغنى بحب الوطن وابناء شعبه.

 - ما الذي شجعك ودفعك الى قول الشعر؟

* قرائتي للشعراء السريان الاوائل والرواد مثل مار ابرم وما نرسي في كتاباتهم للتراتيل الدينية اضافة الى شعراء كبار ظهروا بعدهم كتبوا بقوة في القضايا الدينية والقومية وهذا ما اثر بي كثيراً وشجعني على الكتابة.

 - كيف ترى الشعر السرياني اليوم؟ وهل هو افضل حاليا ام ماذا؟

* الشعر السرياني اليوم هو جيد لكنه يتطلب بذل مجهود اكبر لايصاله الى مستويات ارقى كما كان في المراحل السابقة، فالذين سبقونا كتبوا افضل مما كتبنا فقد كتبوا باللغة السريانية الفصحى او الارامية وهذه القدرة اللغوية نفتقدها اليوم عند الكثير من الشعراء، ما يتطلب البذل كل ما في وسعنا من اجل تطوير امكانياتنا اللغوية لبناء قصيدة شعرية بمفردات لغوية اصيلة وبصياغة متماسكة.

 - لديك مشاركات وقصائد عديدة هل اصدرت ديوانا يضم هذه القصائد؟

* لم اصدر ديوانا لحد الان لكني اقوم بجمع قصائدي واشعاري لاضمها في ديوان قد انتهي منه في المستقبل القريب او ساصدرها في عدة دواوين صغار تصنف حسب طول القصيدة.

 - لمن يحب زيا الجماني القراءة والاستماع من الشعر؟

* بالنسبة للشعر السرياني لا استطيع ان اذكر احداً لاني اسمع واقرأ لشعراء مميزين كثيرين، وفي التراتيل الدينية اقراء لمار نرسي ومار ابرم واتاثر بهم كثيراً، وفي كتابة الاغاني احب الاستماع الى ما يكتبه (داود برخو)، اما بالنسبة للشعر العربي فاحب قراءة شعر الجواهري كما احب الشعر الشعبي العربي والابوذيات والدارميات.

 - ما رايك باصدار الشعراء لالبومات شعرية مسموعة الى جانب الدواوين؟

* لااؤييد تماماً اصدار الشاعر لالبوم (سي دي شعري) مثلما اؤييد لكتابة الشعر لانه في حالة الكتابة سنزيد من فرص القراءة وتطوير القابليات والفهم الصحيح للمعنى وهذا المغزى من الكتابة والقراءة للشعر ذو فائدة مزدوجة، اما في حالة اصدار الـ (سي دي الشعري) فهو سيصل الى مستويات ثقافية ولغوية مختلفة عند ابناء شعبنا.

 - ما الذي تود ان تقوله للشعراء الشباب؟

* اتمنى من جميع الشعراء الشباب كتابة الشعر والقائه عند الشعراء الكبار للاستفادة من مشورتهم في الاخذ برأيهم للاتجاه على الطريق الاصوب في كتابة الشعر والقائه.

 - ايهم اصعب في الكتابة، الشعر ام التراتيل الدينية ام كلمات الاغاني؟ وايهم اقرب اليك؟

* كتابة القصيدة الشعرية اصعب من كتابة التراتيل الدينية او كلمات الاغاني وهي الاقرب الي، وفي الاغاني وحتى في التراتيل هناك بعض الصعوبة في كتابتها خصوصا اذا كتبت لوضعها على لحن معين لكن تبقى قصيدة الشعر اصعب كتابةً.

 - نحن نعلم ان اللحن يوضع على كلمات الاغاني التي كتبت مسبقاً، برايك هل يجوز العكس بوضع الكلمات على لحن معين اعد مسبقاً؟

* هنالك نوعان من كتابة الاغاني، نوع يكتب قبل اللحن ونوع يكتب بعده وهو الاصعب، وانا احب الشعر الذي يحمل في طياته قضية نبيلة او قصة معبرة وهدفا واضحا كأنم يكون في الحب والغزل او الوصف او عن طريق التحدث الشعري عن الماضي.

 - لمن كتبت الاغاني؟ وماهي مواضيعها وهل تختلف الكتابة من اغنية لاخرى؟

* كتبت الاغاني للكثير من المطربين ومنهم المطرب المتألق اشور سركس بأغنية واحدة والمغني فرانك من اميركا اعطيته مايقارب الـ 6 اغاني من اشعاري واعطيت ايضا للمطرب الك شانت حوالي 15 اغنية وكذلك للفنانين اوبي ولسن ووردة صليوا وجوزيف عيواز وستيوادت نرسي والفنان مخلص من اميركا. وتنوعة مواضيعها بين الحب والغزل ومختلف المواضيع الاخرى لكن في كتابة الاغاني تختلف صيغة الكلمات والابيات حيث تكون في" الخكة" قصيرة وفي الاغاني الهادئة والرومانسية طويلة.

 -برأيك كيف يمكن نشر الفلكلور الى باقي الثقافات الاخرى، وعلى عاتق من تقع هذه المهمة ؟

* الفلكلور يعتمد بجزء اساسي على الموسيقى والالحان ونحن اليوم نفتقر الى مدارس موسيقية تعليمية متخصصة بالفلكلور السرياني لأعداد كادر متخصص يمتلك مقومات تؤهله لنشر هذا الفلكلور الجميل المعبر عن قوميتنا الاصيلة الى باقي الامم، فالمهمة تقع اولاً على عاتق المؤسسات الفنية والثقافية ومن ثم على الفنان والشاعر.

 - ما مقدار التأثير لكتابة التراتيل الدينية في الشاعر زيا الجماني؟

* تاثرت كثيراً في صغري بالتراتيل الدينية وهذا ماشجعني واعدني لاكون شاعراً، واليوم اود ان اكتب التراتيل الدينية لجميع كنائسنا المسيحية وبمختلف لهجاتها المحكية وانا على استعداد لكتابة التراتيل لأي كنيسة من كنائسنا الموقرة عند طلبها.

 - قدمت نتاجات عديدة بمختلف المجالات ما الذي تتمناه الان؟

* اتمنى احتضان اولادنا وابنائنا من الشعراء الشباب، واطمح ان يكمل هؤلاء الشعراء الشباب مسيرتنا في الشعر السرياني، وكم افرح عندما ياتيني شاب ولديه قصيدة بالسرياني لاطلع عليها وابين له مواقع القوة والخلل مع تشجيعه للاستمرار بالكتابة بطريقة صحيحة.

 - بعيدا عن الشعر.... ما هي هواياتك وكيف تقضي اوقات الفراغ؟

* احب الرياضة كثيراً ومن الرياضات المفضلة لدي هي كرة القدم والعاب الساحة والميدان حيث اقضي وقتي عند الفراغ بمشاهدة التلفزيون لمباريات كرة القدم التي احبها كثيراً، وانا على تشجيع دائم للاعبي النادي الاثوري وخصوصا فريق الريشة الطائرة.

 - ماذا تحب ان تقول في ختام اللقاء ؟

* اشكر صحيفة بهرا لاجراء هذا الحوار معي واشكر اهتمامها وتواصلها الدائم مع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بمختلف طاقاته ومبدعيه من شعراء وفنانين وادباء ورياضيين واحب ان اوجه تحية كبيرة وعطرة لجميع كادر بهرا من الالف الى الياء وشكراً.