الشاعر فهد اسحق : الشاعرالحقيقي هو كلّ من يرسم أحاسيسه في لوحة بريشة الإبداع وألوان المعاناة

 

                                                                                                                

 

 

 

                                                                              حوار: ألن البرت

                                                                                                      

الشاعر فهد اسحق:الشاعرالحقيقي هو كلّ من يرسم أحاسيسه في لوحة بريشة الإبداع وألوان المعاناة يطرح من خلالها القضية الإنسانية بشكل عام وقضيّته بشكل خاص

 

 

                شاعر قدير من شعراء ابناء شعبنا المبدعين.. استطاع ان يشق طريقه ويثبت نفسه بقوة وجدارة في الساحة الشعرية، هو:

* فهد كيفاركيس إسحق

* مواليد1970  قرية تل شميرام - الحسكة/ سورية

*  خريج هندسة كهربائية - جامعة حلب1994

*  يكتب الشعر باللغة الآشورية المعاصرة "سوادايا"

* له بعض الخواطر النثرية باللغة العربية، وبعض المحاولات باللغة الإنكليزية.

*  نال الجائزة الاولى بقصيدته الاشورية "المتسولة والدمية" في المهرجان الاشوري الادبي بسورية.

*  نال المرتبة الثانية في مهرجان الشعراء العالمي في المكسيك.

*  مقيم حالياً في مدينة هاميلتون أونتاريو الكندية

يسعى دائما ويطمح ليقدم افضل نتاج ادبي بمستوى راق.. حاذق ودقيق بانتقاء كلماته وبكل عناية ليمزجها مع مشاعره الفياضة ، فيكوّن لآلئ شعرية براقة لها صدى واثرا على المتلقي... كيف بدأت حكايته مع الشعر؟ وهل يسعى للخلود؟ وما الذي سيقدمه لمتابعيه؟.. حاورته صحيفتنا لتعرّف عنه اكثر وتسلط الاضواء على جوانب عديدة من حياته.. عن بداياته الشعرية وكيفية صقل موهبته، تحدث قائلا:

* كتابة الشعر موهبة ربّانية تنشأ برأيي منذ لحظة اتحاد البيضة بالنطفة والبيئة المحيطة تكون العامل المساعد الرئيسي في تكوّن شخصية الشاعر بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل المطالعة والقراءة الدؤوبة لمختلف النتاجات الشعرية الآشورية والعربية والأجنبية.

- هل ارضيت اليوم غرور الشاعر بداخلك؟

* لا يمكن إرضاء غرور الشاعر طالما أن الإنسان يمر بمراحل وظروف مختلفة طيلة فترة حياته، الكتابة هي بمثابة خط بياني قابل للصعود والنزول، وأنا بطبيعتي لست راضياً عن نفسي مئة بالمئة، فثمة حافز داخلي يجعلني أتطلّع لكتابة الأفضل بنتاج مميّز.

- ما هو الشعر لدى فهد اسحق؟ ومتى يكتبه؟

* الشعـر هو تزاوج بين الشــعور أو الحس والفكرة والذي ينتج عنه ولادة القصيدة ، هو ذلك النبع النقي الذي تكوّن في عمق الشاعر ونبع عبر اليراع ليسيل سلسبيلاً عبر ثنايا الورق ويسقي كل روح عطشى.

ذكّرتني بسؤالك هذا بطرفة: سألني قبل بضع سنوات صديق، قال: "هل تدّخن يا فهد؟"، فقلت له: "لا"، فقال: "كيف تكتب الشعر إذاً؟".

لهذا أقول لا توجد فترة محددة لكتابة الشعر، فهوعندي كالغيمة السوداء تأتي وتصبّ فوق الأرض بما تحمل. وبشكل عام بالنسبة لي، أكتب عندما أمرّ بحالات "الضيق، الحزن، السعادة".

من هو الشاعر الحقيقي من وجهة نظرك ؟

* الشاعر الحقيقي هو كلّ من يرسم أحاسيسه في لوحة بريشة الإبداع وألوان المعاناة يطرح من خلالها القضية الإنسانية بشكل عام وقضيّته بشكل خاص.

- ما الذي يميزك عن بقية الشعراء ؟

* أنا لا أجد نفسي مميّزاً بشيء عن غيري، فأنا أعتبر نفسي هاو لا أكثر، وأحاول جاهداً لتقديم الأفضل.

- اذا جمعنا النتاج الادبي للشاعر فهد اسحق ، فماذا سنقول؟ وما هو جديدك؟

* في مجال اللغة الأم، بالحقيقة لدي قصائد كثيرة لم تنشر بعد، وأصدرت بعضاً منها في ألبوم صوتي عام 2007 في زيارتي لوطني سورية ، أسميته "تراتيل قلبي".

ولي منشورات أدبية باللغة العربية والآشورية في بعض المواقع  الإلكترونية مثل: "عنكاوا، خابوركوم، هلمون نت، زهريرا نت". وجديدي على الساحة الأدبية، هو انني أستعد حالياً لتصوير قصيدتين على شكل فيديو كليب، تحملان عنوان "أمنيات، سفينة الروح".

هناك قصائد عندما نقرأها نشعر بقيمتها وتبقى خالدة في الاذهان، وهناك قصائد نستمتع بها فقط عندما يلقيها صاحبها، اي شاعر برأيك هو الافضل والانجح ؟

الشعر الحقيقي هو الذي يخلد عبر أجيال وأجيال، هو مثل ثمرة الزيتون التي مرّ على تشكّلها مئات بل آلاف السنين ولا زالت لحتى هذا اليوم تطعم جيلا بعد جيل، القصيدة الراقية تترك أثرها الحي في القلب وترحل، أما القصيدة الضحلة تموت لحظة الإنتهاء من إلقائها.

حدثنا عن مشاركاتك في المهرجانات والفعاليات الشعرية والثقافية ؟ وماذا يمثل التكريم بالنسبة اليك ؟

شاركت في المهرجان الآشوري الأدبي الذي كان يقام سنوياً في مدينة القامشلي ، في عام 2002 ونلت الجائزة الأولى بقصيدتي الآشورية التي تناولت موضوع الإنسانية "المتسوّلة والدمية"، وشاركت في المهرجانات الغنائية التي كانت تقام في بلدة تل تمر بأغاني من كلماتي في الأعوام 2002-2003وشاركت في مهرجان الشعراء العالمي الذي أقيم في مدينة "أكابولكو" المكسيكية عام 2008، بمشاركة 265 شاعر وشاعرة من ثمان وعشرين دولة، بقصيدة باللغة الإنكليزية "روح الشاعر"، نلت فيه المرتبة الثانية. وشاركت عدّة مرات في أمسيات عيد الحب الشعرية الذي يقام سنوياً في مدينة "شيكاغو".

اما بالنسبة للتكريم.. التكريم الذي يأتي نتيجة كد وتعب ، فهو ذلك الوسام الذي تمنحه الأرض للفلاح الذي يعتني بها، يمنحها تضحية واهتمام فتمنحه عطاء لا ينضب.. إحساس لا يوصف لمسته في مهرجان الشعراء العالمي.

هل كتبت شعر او قصائد غنائية لفنانين ؟ وهل تختلف كتابة الشعر عن كتابة الاغاني ؟

كتبت للعديد من المطربين الآشوريين الكبار والعديد من القادمين على الساحة الفنية حالياً دون ذكر الأسماء. طبعاً هناك فرق كبير بين القصيدة الغنائية والقصيدة العادية، قد تنسج من فكرة صغيرة أغنية ولكن تضيق بك. القصيدة الشعرية تعطيك مجالاً واسعاً لرسمها وتقديمها بشكل أروع. أنا شخصياً لا أحبّ كتابة الأغاني، ولكن مجبر أخوك لا بطل وأفضل بقائي في الساحة الشعرية أكثر من الغنائية.

- من ابرز الشعراء الذين تتابعهم؟ وما رايك بالساحة الشعرية حاليا؟

* أتابع نشاطات كافة الشعراء على الصعيد العربي والآشوري ، ولدينا في الساحة الشعرية الآشورية شعراء مميزون تعلّمت منهم الكثير. وأحتفظ بذكر الأسماء لكي لا أنسى أحد مع احترامي الكبير للجميع.

- قصيدة كُتبت لشاعر وتمنيت أن تكون لك؟

*هناك قصائد رائعة كتبها شعراء مميزون ولكن التي أثرت في نفسي أكثر وتمنيت أن أكون كاتبها هي قصيدة "سهدا" للفنان الرائع "آشور بيت سركيس"، وأغنية "صودرا بريطتا" للفنان "إيوان آغاسي" والتي كتبها الأديب الآشوري الكبير "كيوركيس آغاسي".

- برايك ما هي مكافئة الشاعر ؟ المال، النجاح، ام الخلود ؟

* مكافأة الشاعر هي النجاح والذي يعقبه الخلود، النجاح هو الطريق الذي يقود الشاعر إلى محطة الخلود، فالقصيدة الناجحة تترك بصمة كاتبها عبر الزمن لأجيال وأجيال، وهذا يعتبر خلود لأسم كاتبها.

- لديك العديد من النتاجات بلغات اخرى غير السريانية؟ حدثنا عنها ؟

* أنا بصراحة كما ذكرت سابقاً لدي بعض المحاولات باللغة الإنكليزية وتعد على الأصابع وأكتب النثر الحر باللغة العربية والذي أنشره عبر المواقع الإلكترونية التي ذكرتها سابقاً، لأنه كما هو معروف باتت المكتبة الآن هي الكومبيوتر ووسيلة للنشر السريع، وأنا لا أقيّم ما أكتبه لكن القارئ يقيمه وبشكل عام أحظى بإعجاب نخبة من الكتاب الكبار بما أنشره من تلك الخواطر أو النثريات.

- اصدرت البومات او دواوين شعرية ؟ كيف تصفها وتقيّمها ؟

* أصدرت ألبوم شعري وحيد باللغة الآشورية عام 2007 ويحتوي على خمس عشرة قصيدة ، و من ناحية المستوى الأدبي لها أعتبرها متوسطة.

لديّ مشروع نشر كتاب قصائد غنائية للأطفال ، وتم غناء البعض منها ونعمل على نشرها كأغان لاحقاً، لكن مشروع نشر الكتاب توقفت عنه لأسباب خاصة.

- بعيدا عن الشعر.. ما هي هواياتك وكيف تقضي اوقات فراغك ؟

* أهوى السباحة وقيادة الدراجة الهوائية، بالإضافة إلى المطالعة والإستماع للموسيقى.

- في الاسطر الاخيرة من هذا الحوار الشيق، ماذا تقول؟

* أتمنى أن أصل في يوم من الأيام إلى درجة أرضي فيها نفسي وقرّائي مما أكتبه، وأشارك في خدمة قضيّتي، لأن الشاعر يشكل محطة مهمة في توعية الشعب ويؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في سير تلك القضية  نحو الأمام.

"أنا لازلت أتعلّم العزف على آلـة الكلمات لأسمعكم في الغد موسيقى الشعر".

شكراً لكم على هذا اللقاء.. وأدعو من الرب أن يحفظ كل أبناء هذه الأمة المنكوبة ويعيدهم إلى ديار الوطن.