التشكيليه حنان عمر أغا: الطبيعه هي المعيار الاول لالهام اي فنان

 

                                                                                   

                                                                                         

ذنون محمد                     

                      

 

       الفن التشكيلي بانواعه المختلفه الرسم والتلوين والنحت هو من الفنون المرئيه التي تحتاج الى حاسه البصر والتدقيق في قراءة اللوحه من خلال تعابير او خواطر معينه تشكل ذلك العمل الابداعي الذي ربما كان نقلا عن الطبيعه ولكن برسم انساني حاول ان ينقل ما ابدعه الله من اثر ثم ينقله بشكل جديد وهو ما يعرف بالمدرسه او الاتجاه الواقعي في الرسم ويعتبر هذا الفن من الفنون الراقيه التي اخذت حيزا كبيرا من الاهتمام وربما كانت بدايه هذا الفن هو من خلال التأمل بألاشكال او بما يحيط بالانسان من مناظر طبيعيه كانت هي السبب في بروز هذا الفن الى الواقع ومن ثم تطورت المدارس الى التجريديه والانطباعيه وغيرها الكثير والتي لكل واحده منها اتجاها او ميلا خاصا.

 

وفي العراق دخل هذا الفن او العمل الابداعي على يد المبدعين فائق حسن وحافظ الدروبي وجواد سليم الذين درسوا هذا الفن في فرنسا ونقلو هذا العمل الابداعي الى العراق ومن ثم بدأت المعارض الفنيه التي انتشرت من بغداد الى محافظات اخرى واصبح العراق احد الدول التي اظهرت الى الوجود الكثير من الفنانين الذين حظوا بشهره عربيه وعالميه من خلال فتح معاهد متخصصه بهذا الفن والاستفاده من تجارب المدارس المختلفه. ولكون العراق بلد زاخرا بمختلف الحضارات الانسانيه التي توالت على ارضه والتي تركت اثرا واضحا ما زال شاخصا الى هذه الايام فلا بد ان يكون ارضا خصبه لهذا الابداع وتمثل بعض الاثار التي تركها الاجداد على ارضنا لوحات جميله مثل الثور المجنح الذي ابدع فيه الاشوريون واصبح من المعالم التي تؤكد على ابداعات الاجداد في هذا الاثر لما مثل من رمزيه ودلاله على قوه تلك الامبراطوريه التي امتدت حدودها الى اماكن كثيره....ضيفتنا لهذا اليوم احدى المبدعات ممن تأثرت بهذا المجال الابداعي وعشقته الى حد التعلق به فراحت تدرس هذا الفن وتعمقت فيه بل ان منزلها اصبح معرضا مصغرا لهذه اللوحات التي رسمتها بريشتها او التي اقتنتها من معارض فنيه في الموصل.

وتمتاز ضيفتا بالحس الشعري والتذوق الجميل لهذا الفن فهي عاشقه له ولها اطلاع على كل اساليبه وانماطه المختلفه او مدارسه العديده من خلال اطلاعها على مختلف المعارض العالميه من خلال وسائل الاعلام المختلفه ومتابعه لكل ما هو جديد فيه.وأيضا من خلال الاطلاع على المصادر المؤرخه في هذا الباب في مكتبه البيت التي تعج بكتب تتناول هذا الفن من نشأته والى يومنا هذا مما تشكل مرجعا لكل من يريد ان يتابع هذا الفن او يريد ان يستفيد من الفن التشكيلي في دراسته او من خلال التعرف على اصوله وبذرته الاولى وأهم الاساتذه فيه والمدارس التشكيليه ومتى ظهرت. والفن التشكيلي يمثل عندها الهاجس الذي لا يفارقها فهي تراه من اهم الابداعات التي عرفها الانسان لانه يجمع كل مكونات التذوق الانساني من شعر من خلال التأمل بالنص الابداعي ومحاكاته بلغه الشعر وان اختلف الاسلوب في المحاكاه وجاذبيه نحو الطبيعه والقراءه الحيه لها ونقلها الى لوحه امكن نقلها من مكان الى اخر...

دخلنا معها بهذا الحوار ونحن نتأمل اللوحات على كل جانب من زوايا المكان وما تحفظه في اماكن اخرى وتحظى هذه الاعمال برعايه خاصه منها...انها المبدعه حنان عمر أغا..

 - متى برز الفن التشكيلي وكيف كانت محاولاته الأولى ومن حمل لواء السبق اليه؟

 * برز هذا الفن في فلورنسا بايطاليا وبشكل بطئ في القرن الثالث عشر والرابع عشر على يد عائلة تدعى ميدتشي مهتمة بالعلوم والثقافة وقد بلغ ذروته الذهبية بنهاية القرن الخامس عشر والسادس عشر المتمثل بنتاجات العباقرة ليوناردو دافنشي , مايكل انجلو, وروفائيل , وتيتيان. فكانت الخطوه الاولى في هذا الفن والتي صقلت بعد ذلك من خلال التجارب الابداعيه المختلفه ومن خلال الاعمال التي سحرت قلوب الناس وابرزت الى الوجود فنا راقيا دان الكثير له

 -هناك تنوع بهذه المدارس التي تعنى بهذا الفن. اي المدارس اقرب اليك وشدتك لأسلوبها؟

 * المدرسة الواقعية:ربما تعتبر المدرسه الواقعيه هي الاقرب لي والى نفسيتي كونها تنبع من الواقع وتنقله ربما بحذافيره المختلفه وهي نقل كل ماتراه العين من مناظر طبيعية وحالات من الواقع نقل طبق الأصل، كالأدوات والأشخاص أو حتى الأزقة والشوارع. وقد تدخلت عواطف وأحاسيس الفنان في رصد هذه الأعمال فكانت هناك الواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية. 

المدرسة الإنطباعية :

وهي المدرسة التأثيرية كسقوط الضوء على الأشياء ، ، وعلاقة ذلك بالنظريات العلمية التي حللت الضوء إلى سبعة ألوان" ألوان الطيف " وقد أتاحت الإنطباعية بتحررها الكبير في اللون.

المدرسة الإنطباعية والواقعية هي التي اقرب لي لانها تتعلق باحاسيس وعواطف الفنان وهذ ماكنت احسه بكل لوحة اراها من هذا النوع التي تميل للهدوء والرومانسية وانعكاسات الضوء وهذه الصفات قريبة من شخصيتي..

 - كيف ترين مستوى هذا الفن في الموصل؟

* تتمثل الموصل بتراثها القديم وبيوتها وازقتها القديمة وهي التي انجبت فنانين عظماء ك المرحوم (ضرار القدو) – الفنان نجيب يونس – والفنان راكان دبدوب.وكل هؤلاء تركوا بصمه واضحه في العمل التشكيلي في الموصل وما زالت اثارهم موجوده لروعتها والشد الجميل الذي فيها جعلها من ابداعات هذه المدينه وقد نقلت او عبرت عن طبيعه هذه المدينه من خلال المناظر المختلفه فيها لكون الموصل مدينه اثريه تكثر فيها العوالم الجذابه التي تشد اي متابع لها..وايضا يعتبر التنوع الاجتماعي في هذه المدينه عاملا اخر شكل منعظفا لهذا الفن فنجد ان الكثير من الصناعات القديمه او المهن التي برزت حكرا في الموصل قد جذبت هذه الكوكبه من المبدعين فراحت اناملهم تخط اللوحات الجميله والتي تركت انطباعا عن جماليه هذا الفن وسحره

- اذن ترين ان الطبيعه الجذابه تشكل الهاما لهؤلاء او لاي فنان تشكيلي؟

* أكيد فالطبيعه هي المعيار الاول لكونها الملهم لاي فنان فمن خلالها تبرز حالات التأمل لدى هؤلاء فتبرز الاعمال بشكلها الجميل والخلاب والذي يسحر اي انسان متذوق لهذا الفن والموصل شكل تنوعها ووجود الحرف القديمه فيها وعراقتها ايضا الحافز في بروز هذا الفن الراقي والذي هو استلهام للجماليات وما ينشد اليه المبدع..

- كيف ترين الفن التشكيلي في العراق وما هي سبل تطوره؟

* الفن التشكيلي في العراق ربما هو الاقدم على الساحه العربيه ان لم اجزم انه الاقدم وهذا برز بشكل واصح من خلال ان العراقي هو انسان حالم كثير التأمل بالطبيعه وكثير التعلق بأرضه فأنشد الى ارضه وراح يبدع في ابرازه على الساحه اضافه الى كون هذا الفن بحاجه الى ارث ثقافي كبير والعراق زاخر بهذا الباب من خلال تعاقب الحضارات المختلفه التي شكلت تنوعا كبيرا.