سوّدوا العراقيات كي ينهضن..!!!

 

                                                                                   

                                                                                         

 

 

 

 

                                                                                                    خدر خلات بحزاني

 

      

         ليس من الغرابة ان يكون اسم (قره تبة) والذي يعني التل الاسود هو الاسم الاكثر استعمالا في العراق حيث يقال ان مئات القرى والمواقع الاثرية تحمل هذا الاسم الذي يدل عن نكبة سوداء حلت بسكان تلك المواقع..ولا غرابة في ان ارض العراق تم تسميتها بارض السواد، وانا هنا اخالف من يقول ان مرد هذه التسمية بسبب الاخضرار الغامق لشواطئه ولسهوله، بفعل العمل الزراعي.. بل انني ارى ان تلك التسمية اتت بفعل النكبات المتتالية على سكانه البؤساء..اللون الاسود هو لون الحزن والنكبات في ثقافتنا الشرقية، لكنه لون مثل سائر الالوان كمفهوم عام.
ما دعاني لهذه المقدمة السوداء هو ان "اللجنة الوطنية العليا للنهوض بالمرأة العراقية والتي ترأسها وزيرة شؤون المرأة ابتهال الزيدي" ـ رجاءا لاحظوا كلمة للنهوض ـ اصدرت توصياتها "بضرورة التزام الموظفات بزي رسمي معين وعدم ارتداء الملابس القصيرة والضيقة والبنطلونات والألوان المبهرجة واللماعة، فضلا عن منع ارتداء بعض أنواع الأحذية".

لاول مرة اكتشف ان النهوض بشريحة ما يكون عبر الملابس وتحديدا الالوان، ولاول مرة ادرك ان ما يساعد على النهوض يكون عبر انواع محددة من الاحذية..!!
ولا اعرف لماذا تكون الالوان اللماعة والمبهرجة سببا في تاخر المراة، فضلا عن انني لا اعرف معنى كلمة (لون مبهرج) وما هو المقصود به؟؟
ربما ان الاخوة المبدعين والاخوات المبدعات في (اللجنة الوطنية العليا للنهوض بالمرأة العراقية) يعتبرون الوان الابيض، الاصفر، الاحمر، الاخضر، السماوي، الفستقي، الوردي، البرتقالي وغيره من الالوان البهيجة، وليس المبهرجة، اكبر عوائق تطور ونهوض المراة العراقية، او تحديدا الموظفة العراقية..وربما كان قرارهم هذا مبني على دراسات معمقة جدا جدا، حول الفرق بين انتاجية موظفة ترتدي اللونين الاسود والقهوائي، مع زميلة لها ترتدي الاصفر والبرتقالي..!!
اما انواع الاحذية التي اوصت اللجنة العليا ـ مشكورة ـ بعدم ارتدائها، فقصة اخرى وتستحق التوقف عندها قليلا.. لانهم ولانهنّ لم يوضحن اية احذية يفضل ارتداؤها، هل ذوات الكعب العالي ام ذوات (الكعبسز)، ورغم انني سيء الظن دائما، فانني اعتقد ان المقصود بالاحذية الموصى بعدم انتعالها هي الاحذية التي تظهر منها اصابع القدم، لان ظهور تلك الاصابع اللعينة يعيق النهوض بالمراة والطيران بها الى عالم الابداع والتالق..!!
وكي لا اطيل اقول، ينبغي اعادة معمل (باتا) للعمل، من اجل اعادة انتاج الحذاء الذي كانت ترتديه جدتي قبل 40 عاما، ذلك الحذاء الاسود (اؤكد على كلمة الاسود) واللاستيكي، ببطنه الحمراء الذي يشبه حذاء جندي عثماني شارك في معركة جالديران..!!
وربما من المجدي ان يتم التنسيق مع وزارة التجارة بعدم استيراد اية ملابس تحمل الوان مشبوهة، ولا يُعرف اصلها، خشية ان تكون الوان (مبهرجة) تساهم في تقليل انتاجية المراة الموظفة وتمنع نهوضها باكرا للعمل..
كما لابد من المرور على محلات صبغ الملابس والتاكيد عليهم باستخدام اللون الاسود واقربائه من القهوائي الغامق والمتوسط لا اكثر، والا ان المراة الموظفة ستبقى نائمة ولا يمكن استنهاضها ابدا..اما بقية المسائل التافهة مثل توفير اللقمة الشريفة لمئات الاف الارامل والمراهقات اليتيمات، او توفير فرص عمل لهن فهي غير ذات قيمة ابدا، وغير مجدي اطلاقا، لان النهوض والتحليق والطيران يكون عبر الالوان، وتحديدا عبر الالوان الكئيبة والسوداء.
وانني اتحدى من يثبت لي انه راى طائرة سفر عملاقة بيضاء اللون، وليرسل لي صورة تثبت ذلك على ايميلي، وفي حال اثبت ذلك، سارسل له حذاء جدتي التراثي، نكاية بـ (اللجنة الوطنية العليا للنهوض بالمرأة العراقية) التي تبحث عنه بجنون كي يكون نموذجها في النهوض بالعراقيات وتعليمهن فنون الطيران..
خلاصة القول، كان ينبغي باللجنة (ابو النهوض) ان تامر بفرض خيمة سوداء على الموظفة العراقية من اسفل القدم الى اعلى الراس، كي تصبح خيمة سوداء متحركة اسوة بنسوة جيراننا الشرقيين والجنوب غربيين.. ويفضوها..