ذكرى صديق ترك أثرا طيبا

 

                                                                                   

                                                                                         

 

 

 

يوسف حنا للو              

 

                      

 

            بمناسبة مرور أربعون يوميا على رحيل الصديق العزيز والفقيد الغالي المرحوم بهنام بحو رفو (أبو زهير) لابد من وقفه في هذه المحطة لإعطاء هذا الرجل ما يستحق , سيما وإنني رافقت هذا الإنسان طيلة أكثر من أربعين عاما , فاستحقاقات الصداقة تحتم علي ذلك, وعليه فحينما اكتب بحقه هذه السطور, فمن المؤكد سوف اكتب من وحي صداقتنا وعمق ارتباطنا الأخوي وملازمتنا اليومية والتفصيلية دون أن تشوب هذه العلاقة أية مصلحة أو تجارة أو نفع مادي, لأننا ومع الأسف اعتدنا أن نشيع موتانا ثم ننساهم دون أن نقول بحقهم ولو جمله مفيدة وكننا نودع سحابة دخان إلى أن تتلاشى في الفضاء وتغيب عن أعيانهم ننساها, لا بل والأكثر من ذلك فقد نلاحق موتانا بذكر أخطائهم ونواقصهم , وكأننا ديانون , بينما الدينونة من اختصاص الدين العادل وحده ( من كان منكم بلا خطئيه فليرمها بأول حجر ) . إضافة إلى ذلك فان عدم الكتابة بما يستحق احبائونا وأصدقاؤنا الذين غادرونا إلى حياة الآخرة , يعد تقصيرا بحقهم لان إبراز سماتهم الايجابية مسالة مطلوب لتكون هذه السمات مثالا يقتدي به الآخرين .

ومن هذه المنطلقات سوف اكتب عن فقيدنا الراحل " بهنام "

لقد كان الفقيد –رحمه الله- إنسانا هادئا بسيطا متواضعا حزوما متسامحا , لقد تميز بهذه الصفات حقا وبكل ماتحمله من عمق المعاني لا بل عاش هذه الصفات وجسدها في مفردات حياته اليومية المليئة بالخدمة والعلاقات الطيبة مع الجميع .لقد كان نفسه في التعاون وخدمه الآخرين امرا" منقطع النظير , فلم يطرق بابه احد ويطلب منه استفسارا أو مساعدة أو استشارة إلا وقدم له مايريد .

وما يستحق فقيدنا أن نذكر عنه انه كان يخدم الجميع دون استثناء , فلم يكن في عقله ونفسيته حدودا طائفية أو دينية أو مذهبية , إنما كانت نظرته لمعونة الآخرين ومساعدتهم نظرة إنسانية مفتوحة للجميع , وكأن لسنه حاله يقول : إن الناس تبحث عن عمل الخير , وأنا تأتيني فرصه عمل , وتطرق بابي , فلماذا لا افعل ذلك , ولماذا لا أشرك معي الآخرين في عمل الخير , حيث كان رحمه الله يكلف أصدقاؤه الكثر ومعارفه , لمساعدة وخدمه الآخرين .

لقد كان –رحمه الله- يتطوع بشوق ويندفع بحماس , لعمل الخير , وكانت دائما ترافق هذا التطوع نظرة عقلانية وواقعية . ونذكر هنا على سبيل _لا الحصر_ بعضا من الأعمال التي ساهم بها :

·معاملة تمليك الأرض المحيطة بقصر المطران حيث تم تحويلها إلى ملك صرف وتسجيلها باسم أوقاف السريان الكاثوليك .

·تمليك قطعة الأرض بمساحة 1400(متر مربع) في قره قوش والمشيد عليها حاليا بناية إذاعة صوت السلام حيث كان لتوجيهاته ومتابعاته دورا في ذلك .·أعداد مسودة قانون الأحوال الشخصية لمسيحي العراق (مع لجنه من المختصين ) حيث تابع مشروع المسودة بجدية بالغة مع العديد من الرؤساء الدينية وبعض أعضاء البرلمان إلا أن هذه الجهود لم تر النور لحد الآن .·تابع مسودة قانون الملكية العقارية لأضافه عبارة " الأراضي التي اطفي حق التصرف بها " لشمول هذه الفئة بالقانون المذكور لكي يستفيد منه العديد من أبناء المنطقة . حيث اتصل حسب علمي بعدد من أعضاء البرلمان سيما من هم في اللجنة القانونية .

·ساعد العديد من أهالي المنطقة لمعرفه أرقام ومواقع أراضيهم فضلا عن توجيهاته لهم بتفاصيل المعاملات المطلوبة حيث كان للمرحوم أرشيفا كاملا بأرقام ومواقع القطع الزراعية والخرائط عن المقاطعات التابعة لبلدة برطلة .

 لا أود أن استرسل بهذه الأعمال لئلا يشعر البعض بأنها مبالغه , ولكن أقول هذا غيض من فيض وقليل من كثير يذكر بحق المرحوم عن خدماته وأعماله التي أداها طيلة سنوات عمره نعم لقد رحل (أبو زهير ) بجسده عنا ولكن ذكراه الطيبة ودماثة خلق وأمثلته الحكيمة التي لاتنسى سوف تبقى بيننا نبراسا نكررها مقرونة باسمه حيث كان رحمه الله حاضر الجواب , سريع البديهة , يأتي الجواب أو الرد منه باقصوصه أو مثل أو حكمه مباشرة بعد سماع المقابل ,

نعم لقد ترك فينا وبيننا أثرا ايجابيا قويا وعميقا , ونحن لفيف من أصدقائه ومحبيه جلساته الزين كنا نقضي معه ساعات مفيدةنم قرير العين يا أبا زهير فلقد زرعت زرعا طيبا, وأكملت سعيك وجاهدت الجهاد الحسن كما يقول بولس الرسول .

نطلب من الرب أن يكافئك باكليل المجد الذي تستحقه على متاجرتك بالوزنات التي اؤتمنت عليها.